المخدرات الرقميه. بين الفراغ التشريعي والمسؤليه. القانونيه

غياب التأطير القانوني الواضح في كثير من الدول لا يعني أنها آمنة، بل يشير إلى فجوة تنظيمية تحتاج لسدها بسرعة. فالتشريعات غالبا ما تتأخر عن مواكبة التطور الرقمي، وهذا يفتح الباب أمام استغلال هذه الفجوات للترويج لممارسات قد تكون مضرة ولو نفسيا أو سلوكيا.

أنا دائمًا ما أخاف من هذه التريندات الجديدة التي ينساق وراءها الناس وأشك في أمرها.

عمري ما ارتحت أبدًا لهذا الترند، والآن أكتشف أنها تُسمى بالمخدرات الرقمية!

أخطر ما في هذه الترددات أنها لا تُمسك باليد. لا يمكن مصادرتها ولا ضبطها ولا تتبعها. هذا يعطي مساحة واسعة للتلاعب بعقول الناس، وخصوصًا صغار السن الذين قد ينجذبون لتجربتها بدافع الفضول.

أنا قرأت عن هذا الموضوع جيداً وهو منتشر من فترة حتى أنني تحدث مع دكتور جامعي متخصص في علم الصوتيات لمعرفة مدى خطورة هذا الأمر ، وللأسف أد لي مخاوفي أن خطورة حقيقية ولكنها ((متفاوتة التأثير)) من شخص إلى آخر ، وبالإضافة للمعلومات التي ذكرتها أنت يمكن أن أضيف أن المخدرات الرقمية تستخدم تقنية تعرف باسم "النغمات بكلتا الأذنين". يُزعم أن هذه النغمات تحدث تأثيرات مشابهة لتلك التي تحدثها المخدرات التقليدية عن طريق التأثير على نشاط الدماغ. أما بالنسبة لـ "الموسيقى المؤثرة نفسيًا"، فيبدو أنها مرتبطة أكثر بموسيقى الستينيات التي كانت تهدف إلى محاكاة أو تعزيز تجارب تعاطي المخدرات. بمعنى أدق أنهم يعززون الشعور بالنشوة النابعة من تعاطي المخدرات عن طريق ذبذبات الصوت التي تتم في ظروف خاصة مثل ضرورة أن يضع الشخص غمامة على عينيه ويضع سماعات أذن ويستمع بتركيز كلي للموسيقى حتى يصل لتلك المشاعر في تعليق الأستاذ الجامعي الذي سجلته (لأن كنت مهتم بالموضوع بدرجة كبيرة جعلتني أفكر في كتابة قصة عنه مفصلة) كان التعليق كالتالي : تعرف المخدرات الرقمية بأنها ملفات صوتية، غالبًا ما تكون بتنسيق MP3، مصممة لإنتاج تأثيرات محددة على الدماغ باستخدام نغمات بين الأذنين. تعتمد هذه الملفات على مفهوم نغمات بين الأذنين، وهي وهم سمعي ينشأ عندما يتم تقديم نغمتين بترددين مختلفين قليلًا بشكل منفصل لكل أذن، مما يؤدي إلى إدراك الدماغ لنغمة ثالثة بتردد يساوي الفرق بين الترددين الأصليين. لكي يتم إدراك نغمات بين الأذنين، يجب أن يكون تردد النغمتين أقل من 1000 هرتز، ويجب ألا يتجاوز الفرق بينهما 30 إلى 40 هرتز.

وتقوم الفرضية الأساسية وراء المخدرات الرقمية على مفهوم تحفيز موجات الدماغ، وهي فكرة أن الاستماع إلى نغمات بين الأذنين بترددات محددة يمكن أن يتسبب في مزامنة النشاط الكهربائي للدماغ مع هذا التردد، مما قد يؤدي إلى حالات عقلية مقابلة على سبيل المثال، ترتبط موجات دلتا بالنوم العميق والاسترخاء، بينما ترتبط موجات ثيتا بالاسترخاء العميق والإبداع، وترتبط موجات ألفا بالاسترخاء والتركيز، وهكذا يتم تصميم موسيقى مختلفة لتبعث تلك المشاعر (( المرعب في الفكرة)) أنك قادر أن تغذي مشاعر الاسترخاء أو التركيز والتحفيز للمذاكرة .. أو حتى النشوة الجنسية .. أو مشاعر مرعبة [لقد خطت التجربة بنفسي] للتأكد ولكن بدرجة أقل .. ويمكن أن أؤكد أن تأثيرها مرعب وحقيقي

ويأتي عدم تقنين قانون يجرم المخدرات الرقمية لسبب بسيط وهو أن التأثير يتفاوت من شخص لآخر و يتفاوت مع الظروف الخاصة بالاستماع ، وجودة الموسيقى المستخدمة في إحداث التأثير .

لذا لا يمكن قياس نتائج ثابتة كالمخدرات مثلاً لكي يتم تجريمها ولكن يكفي أن أقول أن المخدرات الرقمية تستخدم بشكل مرعب حولك في كل شيء .