"الزجاجة الثانية"

إلى من تؤنس ليالي البعيدة:

 في ليالي تهدأ الأمواج ويصمت البحر ، أستطيع أن أهمس بسرّي الصغير. أجد نفسي تحت سماء واسعة مليئة بالنجوم اللامعة ، وكأنها تعانق الأرض في هدنة أبدية عقدتها مع الليل. النجوم فوقي ساطعة ، لامعة يقال إن النجوم قادرة على سماع الأمنيات، وأنا، يا رغد ليلىّ ، أتمنى في كل ليلة أن تحمل إليكِ إلى أصداء شوقي.

 يزداد بي الحنين شيئًا فشيئًا، فأستمر بالأمل بلقائنا. فتحت السماء الواسعة في سويعات الليل الهادئة أشعر بالعالم ضئيل جدًا، فيغدو بعيني صغير، فينتابني شعور القدرة على الإبحار نحو بيتنا البعيدة ، إلى قلبكِ النابض في مسامعي رغم المسافات. ليالي البحر باردة ، لكن ذكراكِ تبقيني دافئًا ، أتلحف ببريق عينيكِ المعكوس على الأمواج المتلاطمة قبل هدوءها. لا أعرف متى تصل كلماتي ، ولكنني على يقين حبنا أقوى من هذه المسافات.

 انتظريني، فأنا عائدٌ إليكِ، وإن طالت الليالي. كلماتي، مثلي، لا تعرف الإستسلام.

عاشقكِ إلى الأبد،

(سليمان)

٢٧/ ۱ ۰/ ١٩۱۱