بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد

ما هي الحياة وكيف بدأت؟ هل الأمر بالفعل كما يقول العلماء أن البداية كانت من خلية أو شيء من هذا القبيل؟ فإن كان الأمر كذلك بالفعل فمن الذي سمح لهذه الخليَّة أن تتكوّن ومن أي شيء سمح لها بأن تتكوّن؟ فإن كان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق كُلّ شيء فلماذا لم يخلق الأمور بطريقة أخرى كأن يوجد كُلّ شيء في لحظة واحدة بدل تلط الريقة التي تبدو غير مفهومة ومؤذية لله سبحانه وتعالى وكأنه غير قادر على فعل ما يشاء وأنه يجب أن يتّبع طريقة تفكير البشر القاصرة والمُغفّلة والتي تقول في أقصى علومهم أن البداية كانت خليَّة دون أن يشرحوا من الذي سمح لهذه الخليَّة أن توجد. فإن كان الأمر كذلك فهل هذا يعني أننا نؤذي الله سبحانه وتعالى بطريقة تفكيرنا المُنحطّة والمُلحِدة في كثير من الأحيان. لقد مُنعنا من التفكير في أمور كثيرة لأسباب كثيرة فهل هي بالفعل في مصلحة الله العليّ الكبير أم في مصلحة المُلحدين وأسيادهم. ولهذا سأفكر في ما مُنعنا من التفكير فيه وهو من الذي خلق الله سبحانه وتعالى؟ فإن كان الله سبحانه وتعالى لا يخلق سوى بهذه الطريقة التي ذكرها العلماء فهل هذا يعني أن الله سبحانه خُلِق بنفس الطريقة التي لا يستطيع أن يخلق إلا بقوانينها وما أشبه ذلك؟ فمن إذن الذي خلق الله سبحانه وتعالى؟ إني لا أجد سوى اسم واحد يمكنه أن يفعل ذلك وهو الأقدم الذي لم يكن قبله شيء ولكن أليس الأقدم يعني أنّه أول من كان في أمرٍ ما كأوّل مُهندِس؟  فهل هذا يعني أن هناك أقدم في أشياء كثيرة وكُلّ منهم لديه أمره وأموره وما أشبَه ذلك؟ فهل ننتهي بعد ذلك بمن خلق كل هؤلاء الأقدم ألن يكون هو ايضاً الأقدم الذي خلق الأقدم؟ ولكن من الذي خلق الأقدم ؟  أليس هو الأقدم الأقدم الذي بكل المعاني ليس له خالق ولم يخلقه أحد ولم يكن له بأي قانون وبأي شيء في كل شيء خالق أو مُبدِأ أو شيء من هذا القبيل ولم يكن هناك بأي طريقة وبأي شيء من هذه الأمور من هو أقدُم منه؟ إنه بالفعل كذلك ولا يمكن إلّا أن يكون كذلك