تأمل فكر حلل أكتب كن مبدعا لا كاتباً خاليا من معنى سطور وخربشات على… ورق ..
هل يمكن ان يكون الجنون خلاصا للانسان ان كان كذلك، فهل للعقل خلاصة جوهر المنطق؟
لا أتفق معكِ على الإطلاق يا ياسمين. لا أرفض المبدأ، وإنما أرفض التنميط الذي تشيرين إليه، حيث أن حديثك يعني رفض نمط محدّد من أنماط الفنّانين، حيث أن انعدام الفهم يأخذنا إلى إنكار قدرة الفنّان. هذا الأمر غير معقول على الإطلاق، وإنما يتمثّل في المزيد من الارتباك في مفهوم الفن نفسه، ناهيك عن أنه يفتح الباب لإنكار مختلف أشكال المحتوى الفنّي لمجرّد اعتراضنا على شخص القائم بها، وهذا أمر غير معقول في عالم الفن بدوره.
يمكننا تعريف الجنون على أنه حالة عقلية شديدة الاضطراب ناتجة عادةً عن اضطراب عقلي. يمكن أن ينشأ الجنون عند الأشخاص الذين يعانون من تجارب مؤلمة وتوتر ولا يمكنهم إيجاد طريقة للتحكم في سلوكهم أو أحياناً مساقات الحياة وآلامها مُجبرة على ذلك أو حتى مثل نيتشه، تغدو المعرفة أداة تدمير ذاتي ونار تأكله في النهاية. يحضرني الأن في حديثنا عن الجنون وخاصة أوّله، مسرحية هاملت لشكسبير ، سواء كان هاملت مجنونًا حقًا أم لا هو أمر مثير للجدل. هاملت في حالة نفسية هشة للغاية بعد وفاة والده والزواج الأخير من والدته وكلوديوس. يدعي هاملت أن جنونه هو فعل في البداية ، لكنه يسمح لنفسه بأن تستهلكه رغبته في الانتقام حتى ينزل إلى حالة من الجنون الحقيقي. صراع هاملت مع مرضه العقلي يجعله مجنونًا حقًا وهو ما يظهر من خلال تفاعلاته مع أوفيليا وجيرترود ، وأفكاره,
يعبر هاملت عن أفكاره ومشاعره الداخلية من خلال المناجاة طوال المسرحية التي تدل على جنونه ومرضه العقلي. يتحدث بانتظام عن الموت ويتساءل عن الفناء والحضور: "أكون أو لا أكون؟.
وهذه برأيي شخصية مثيرة للاهتمام ومسرحية تستحق المشاهدة، ليس لجمالها بل لإنّها أتت على نموذجين حقيقين في مسألة الجنون، الجنون الذي يكن خلاصاً لنا والجنون الذي يشكّل سبباً رئيساً في صناعة موتنا.
التعليقات