فيما يبدوا لم يتبقى سوى ساعات على دخول رمضان ولكن صديقي عبدالقادر أختار ان يتزوج قبل اسبوعين من دخول رمضان وهاهوا الان سيعض اصابع الندم ،سأذهب الى الاسواق وسأزور حديقة ويلز واجلس على كرسي الحديقة في رقبتي ربطة عنق وبيدي ساعة رولكس مقلّدة وذقني مهمل ورائحتي تفوح منها عطر الحنين وذكريات الغرباء وعلى موعد مع الطيور في أعنان السماء، وهو يغسل الصحون ويضع السمبوسة على النار وزوحتة بيدها حناء وفي رجلها خلخال
رمضان وصديقي
في مقابل الحرّية يا صديقي، لا يمكن أبدًا أن نتهم الزواج كنظام اجتماعي بأنّه مسؤول عن تقييد الإنسان. بكل تأكيد هنالك العديد من المسؤوليات التي تزيد على عاتق الشخص، وهذا الأمر مفروغٌ منه. لكننا بالطبع نمتلك الخيار الأهم، وهو الشخص نفسه. لا أفهم على الإطلاق فكرة عزل الزواج عن طبيعة الشخص، والتعامل معه كغرض أو غاية، لا وسيلة للعيش مع الإنسان الذي نرغب في أن نأمن بالعيش معه. من هنا تأتي الأزمة التي تقرن الزواج بالأزمة الحياتيّة. ناهيك عن الضغوط الاجتماعية الخاصة بالإنجاب وخلافه، والتي تجبر المتزوّجين على القفز إلى مراحل عادةً ما لا يكونون مستعدّين لها.
رمضان وصديقي
مهما يكن فالزواج نصف الدين، وهو مشروع حياة، لا مشروع تقييد للإنسان، بناء الأسرة مسؤولية عظيمة وأمانة كبيرة.
بالنسبة لي لا أفكر في الزواح إلا بعد تحسن وضعيتي المالية والمعيشية لأن الأحوال تغيرت والمعيشة أصبحت مكلفة وكل شيء إرتفع ثمنه وباعه، أما من جانب التقييد فتلك حياة وكل فرد منا له الحق في أن يعيشها كما يريد، أنت قد ترى في زواحه تقييدا وقد يرى هو في عزوبيتك تقييدا كذلك.
من الطبيعي أن تزداد المسؤولية على الشخص الذي أقدم على الزواج, لا يمكن للإنسان الحصول على مكتسبات الحياة الزوجية مع الاحتفاظ بإيجابيات حياة العزاب, لا يمكننا أن نحصل ونراكم كل شيء إيجابي بالحياة. وهذا ينطبق على كل خطوة نخطوها بالحياة, فدائما هناك تخلي عن أمور وأشياء لصالح أخرى, العبرة هي في تحديد الهدف من كل خطوة نخطوها ونقدم عليها بإقتناع تام, لا أن نتحسر على ما تم التخلي عنه لصالح الخطوة الجديدة!
التعليقات