الكلب وإحنا:
في أيام الاتحاد السوفيتي قام أحد العلماء بتجربة فريدة وغيربة من نوعها ولكنه لا يعرف ما سيبنى عليها بعد ذلك،أتى بكلاب وأجراس وكان يرن الجرس كلما كان وقت الطعام ،في بادء الأمر الكلاب لم تفهم ولكن يوما بعد يوم تعودوا ، وفي أحد الأيام رن الجرس بدون إحضار الطعام.
خلاصة التجربة أن العالم كان يريد مراقبة كيف يعمل المخ مع هذه التنبيهات بالمتعة(الطعام)وهذا ما فعلته مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الطريقة بدأ عصر العبيد، عصر الشاشات السوداء.
محتوى:
في التجربة التي تكلمنا عنها في مقال"مش كرتون"والتي كانت أن من الممكن أن يتحكم في أفكارنا وذلك من خلال ما يدخل إلى العقل ما يدس تحت العسل من أفكار ومعتقدات وآراء ونظريات وكفريات وحدسيات وشركيات ،آثارها للأسف تظهر بعد مدة بعد أن تسيطر على الوعي والعقل الباطن ويصير هناك إختلال بين الأنا والأنا العليا ، المسلمات التي كان يؤمن بها أصبح هو يشكك فيها كلما مر عليه كلام مشكك أو ملحد ، وهكذا ببساطة يتحكمون بمزاجنا وآرائنا وأفكارنا حتى اختيارات الحالية أو المستقبلية وذلك من خلال المقاطع المبهرة والصور المزخرفة والله المعين.
الصندوق:
حديثنا ليس فقط عن مقاطع التواصل بل عن ماهية وفكرة الانترنت عموما،وحديثنا في هذه الفقرة عن الألعاب ،التي طبقت نظرية صندوق سكنر والتي أمنى أن تقرأوا عنها للافادة،ولكن مرادها هو أن الألعاب تحبسك فيها كالحمامة عند سكنر تظل مأسورا بالهدايا اليومية والأحداث المبهرة والشخصيات الرائعة وتدخل في دوامة من الضياع الروحي وضياع الوقت والعياذ بالله.
الهشاشة النفسية:
كتاب "الهشاشة النفسية"ل د.إسماعيل عرفة ،كتاب رائع جدا ومغير وجديد من نوعه،وطبعا لما تسلم السوشيال ميديا من أن تذكر في هذا الكتاب لتكون من أكبر مسببات الهشاشة النفسية،فمواقع التواصل تجعلك تطمح وراء الكمال البشري أو الشهرة أو المديح أو ....أو ....،كل هذا وأكثر يجعلك دائما مثل الفأر في القفص الذي يجري ويلهث على إعجابات ومشاركات حتى مفهوم النجاح تغير ومفهوم التأثير في الناس تغير من راقصي التيكتوك وعرايا الانستغرام أصبح من يحمل رسالة يشكك في نفسه لماذا أهل الباطل كثير ،أتمنى أن تستيقظ من هذا السبات عاجلا قبل أن يكون آجلا لأنك لو لم تستيقظ الآن ستغفو وتصحى تجد نفسك ملقى في الشارع لا تدري من أين تأكل أو أب تعوله زوجته والله ولي التوفيق.
الجيب:
جزئية أخرى من كتاب"الهشاشة النفسية" حيث ذكر الكاتب نظرية دكتور بولندي عن علاقات عصرنا حيث أسماها"علاقات الجيب"علاقات تعتمد على الحاجة ،علاقات لا تستطيع أن ترتقي بالطرفين إنسانيا وعقلانيا ،علاقات تنتهي من قبل أن تبدأ ،علاقات تمثل حرب استنزاف للطرفين ،علاقات تنتهي بسبب الملل والفتور وأخص بالقول علاقات الحب الفاسدة التي تكون بين الطرفين على مواقع التواصل
الحارة:
في منتصف سنة 2022 بعض العلماء توقعوا شكل البشر بعد مئة سنة ووضعوا شكل تصوري ،شكلها مرعب ومخيف ولكن للأسف هذا الواقع ،الواقع المرير الذي يخرجنا جميعا صنف واحد بلا إبداع أو تفكير أو نقد ،مثل المخمورين ،ألم تتساءل لما الأغنياء في عالمنا قليلون ،لأننا لسنا على استعداد للتضحية بوقتنا أو إرهاق عقلنا في أمور حمل الرسالة والدين أو حتى أمور الدنيا وننشغل عنها لما سواها،الإسلام أصبع عادات وتقاليد لا تشريعات من الرب العظيم أصبحت العبادات عادات،حركات مفرغة من أي روح أو معنى ،الصوم أصبح حمية ،ثمن الهروب من هذه الحارة صعب ،وثمن العتق كبير ولكنه يستحق .
شكرا ده كان وقتي:
في أحد الأمسيات التربوية مع الشيخ الدكتور أحمد عبد المنعم بعنوان"متتاليات الفراغ" تكلم عن دوامة الفراغ واللا معنى التيوأصبحنا فيها،أصبح همنا من أفضل لاعب ،وقدواتنا المغنيين والممثلين ،والفيديوهات القصيرة التي تقص الوقت قصا وتجعل الفتى عجوزا ،صفر إرادة وقوة وعزيمة،ترى الطلاب في المدرسة مثل الأموات لا يستطيعون التركيز لثانيتين لا تسمع لهم حسا لا من هدوءهم بل من انعدام عزمهم،كأنك في مآتم،والله هو
الرحمن الرحيم.
التعليقات