سدوم:-

-رب سلم،رب سلم

-أطلق

-لا تخف إن الله معك

بعد ثلاثة أيام

-يا قوم لنبحث عن الفتى

-ههه،لقد تفحم بالتأكيد

-لقد صار رمادا

-يا قوم لقد وجدته

-كيف؟!!!!!

-الحبل فقط الذي احترق

-ولدي،ولدي

-نعم الرب ربك يا إبراهيم ،أردف ءازر قائلا

ضعت بالتأكيد ولكن كم أحب أنا أبحر في بحر إيمان خليل الله ابراهيم وكيف أن رحمة الله وسعت كل شيء،حديثنا ليس عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولكن عن قريبه سيدنا لوط عليه السلام.فبعد أن أذن الله لخليله ابراهيم وسيدنا لوط أن يهاجرا من بابل فذهب خليل الله إلى أرض كنعان (فلسطين الحبيبة)وذهب لوط إلى أرض سدوم وعمورة وأدومة صبييم (مجموعة من المدن او القرى في الاردن البهية)هؤلاء القوم كانوا قبل أن يأتيهم لوط يقطعون الطريق والزنا أقل ما يقال عليه أنه موجود كما الخبز وكانوا يسكرون ويسهرون ويرقصون إلى الصباح،ولكن على يرضى ابليس بهذا الحال،فكما هناك ابتداع في الدين كذلك المعاصي،فأتاهم على هيئة رجل حسن الملامح فاغواهم وعلمهم الفاحشة التي لو لم تذكر في القران لما جاءت على قلب بشر،لا تستغرب فإنهم ملوا من نسائهم وفقدوا الشغف تجاههم ،فأتوا بعضهم البعض، نرجع الى سيدنا لوط الذي ذاق الأمرين مع قوم يفعلون معصية لم يفعلها أحد قبلهم من العالمين،فقد كان يدعوا قومه قدر استطاعته ولكن ما استجاب له إلا قليلون من أصحاب الفطرة السليمة ،ولكن كعادة الفساق الفجار على مر العصور أن لا يستجيبوا لأنبيائهم بل ويحاولون طردهم،قال تعالى﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ أَخْرِجُوٓاْ ءَالَ لُوطٍۢ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾وبعد أن طلب لوط اللجوء إلى ركن شديد فأواه الله وبعث رسله على قومه فقضي أمر الله بالحق وخسر هنالك المبطلون.

إلا عجوزا في الغابرين:-

قبل أن نكمل الحديث ،في سورة التحريم ذكر ربنا جل في علاه أن زوجتا لوط ونوح خانتاهما ولكنها لم تكن خيانة في الفراش ولكنهم لم يطيعوا أمر ازواجهم وهم أنبياء ،العبرة هنا القلب سيظل كالحجر او أشد قسوة إن لم تغدق عليه قطرات الايمان بين الحين والآخر.

نكمل...،زوجة سيدنا لوط ذكرت لغرض معين ألا وهو أن الي متقبل هذا الفعل أو يتحجج بجيناتهم او حريتهم الشخصية فهو مثلهم أو أشد ،الجانب الاخر من الناس هم الذين لا يتكلمون بحجة أنهم لن ينفع كلامهم أو يضر ،احب أن أوجه لحضرتك كلمتين ،في قصة أصحاب السبت كان عندنا ثلث فئات ،القسم العاصي،والقسم الناصح،والقسم الغير مبالي ،فالأول والاخير مسخوا إلى قردة وخنازير ،سواء كنت مؤثرا أو لا انت مأمور عند رؤية المنكر بأن تغيره بيدك وهذا ما لا نقدر عليه ولكن نقدر على اللسان والقلب ولكن القلب أقل وأضعف.

مش هتقدر تغمض عينيك:-

 أتوقع أن لا يوجد احد لم يسمع بهذه العبارة ولو لمرة واحدة في حياته،وبالنسبة لي هي تحمل العديد من الذكريات التي طويت صفحتها ،اختصارا التحرش فعل حيواني بيدل على أن صاحبه كالانعام بل هو أضل سبيلا ،يا رجل كيف عسيت إن توليت في الأرض أن تفسد فيها،فعلا لا تدوم مدته الثلاث ثوان كفيل بأن يدمر حياة فياة بريئة نقية طاهرة، الحق ليس عليك ولكن الحق على من دعاك لتترك هواك للشيطان فاستجبت له ،الحق ليس عليك ولكن الحق على من صور المرأة على أنها سلعة تستخدم لاضحاك الناس في الافلام المنحطة والطرف السافلة،لا إله إلا الله فكيف ءاسى على قوم كافرين ،كل الافلام والمسلسلات تقدم لنا المرأة كسلعة أو أقل فكيف تهينون شيئا هو منبع الحياة على هذه الأرض ولولا النساء لفسد كل من عليها ،في الاخر ﴿اسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ﴾

لكم دينكم ولي دين:-

أصبحنا عظماء وامسينا أراذل لاننا لم ننصر الضعيف ولم نقدر الله حق قدره فأهنا المؤمنين وحاربناهم هو إحنا أهنا الإنسان بشكل عام وأصبحنا مشغولين بصواغر وتوافه الأمور ،اصبح همنا الدنيا الفانية ونسينا الدنيا الحقيقية ،لو ما زال قلبك حيا فاني أهنئك لانك من القلة التي ستنعم هناك ولو ذاقت ويلات العذاب ،نهاية كل ما يحدث في هذه الدنيا أصبح مسير بقوانين وضعها العباد وتجاهلوا قوانين رب العباد فاستقم لهذا الرب وتبرأ منهم كما تبرأ منهم حبيبك صل الله عليه وسلم وقل لهم لكم دينكم ولي دين.