نظرية الاسفنجة، كيف نتعامل مع الاخرين من خلالها؟

لم تعجبني نظرية الاسفنجة شخصياً ، حيث أنني لست متبلد المشاعر، وإن كنت أظهر كذلك أنا أمتص من أمامي كالاسفنجة، وأمتص أفكاره لكن بالنهاية يكون رد فعلي عنيفاً.

للحق نظرية الاسفنجة ليست بسيئة، ولكني لا أتمكن من السيطرة علي أعصابي حتي النهاية.

والسبب الذي يجعلني لست معجباً بهذه النظرية هو: أنني إن أمتصصت غضب الجميع وكتمت مشاعري سأنفجر علي أتفه شيء.

على الرغم من أنني لستُ من أنصار النظرية، لكنني أفضّل جزء منها في التعامل المجتمعي بشكل عام. أرى أن التجنّب المتعلّق بالإقناع له فوائده، وما أعنيه بذلك هو العمل على تجنّب إقناع الآخرين، لأن وجهات النظر المتعلّقة بمعتقداتهم وأفكارهم ما هي إلّا نتاج إعجباهم بطريقة تفكيرهم واستراتيجيتهم في التناول، وبالتالي فإن عرض الأفكار المختلفة يكفي. لكن محاولات إقناع الآخرين ما لها إلّا الفشل في رأيي، وبالتالي أفضّل في هذه الحالة التجنّب. أمّا بالنسبة لامتصاص صفات الآخرين عاطفيًا، فأنا لستُ من هذه النوعية، لأنني ببساطة غير مضطر إلى لك ما دمتُ أتجنّب إقناع الآخر بما أنا مقتنع به، فلكلٍ رأيه، وهذه حقيقة لا مفرّ منها.

لست من أنصار هذه النظرية ، لكن يمكن إعتبارها واقعية في بعض الأحيان بشرط يكون الشخص هادئ الأعصاب و حليم و بالتالي تلقي الصدمات و الأفعال السيئة بنظرية الإسفنجة و عدم إظهار رد فعل ، كما يقول قانون الفيزياء لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة و معاكس له في الإتجاه .

فهل يستحق منا العناء وبذل الجهد والتفكير والطاقة؟

لكننا غالبًا ما نغفل عنه، وفي حالة التوتر تلك نكون في حالة نجاة وكأن خطرًا ما يداهمنا، فكيف يمكننا الوصول لتلك المرحلة من الهدوء وتقييمالأمور من حولنا؟

هل فكرت ان تحمل الاسفنجة وتملأها بسلوك الناس واساليبهم التي لا تتوافق معك؟

لنقل أنني تبنّيت هذه العقلية الاسفنجية، لكن أين سأفرغ محتواها ولاسيما أننا أحيانا نتقابل مع أشخاص لا يرموننا بكلام جارح وحسب بل يلقون علينا سمومًا وبالتأكيد ستمتصها الاسفنجة وهكذا سنهلك لا محالة وأنت لم تعطينا الطريقة.

إلى أي مدى يمكنها ان تكون واقعية في حياتنا وتواصلنا مع الاخرين؟

لن تكون واقعية دائما بالتأكيد لأن بعض المواقف تستدعي الرد وإلا سيتمادى أصحابها أكثر وأكثر ويتطاولون علينا، ولن تشفع عقلية الاسفنجة هنا.

لذلك أرى أنه من الحكمة أن نتعامل مع الموقف بما يستدعي فقط وخاصة إن كان الشخص متألما أو غاضبا لسبب وجيه نمتص غضبه ونصبر عليه لكن ليس دائمًا.

أعتقد أنني وصلت لمرحلة أحمل فيها إسفنجتي في كل مكان، وهذا يساعدني على الانفتاح وتقبل الآخر، واحتواء الكثيرين من حولي لكوني أقل تأثرًا، وأكثر تفهمًا

حيث أن هذه الطريقة تجعل لديك قدرة على استيعاب كل فكرة مهما بدت غريبة ومن تحكيمها في عقلك لوحدك دون أن يكون لديك رد فعل على أرض الواقع، ولو كان فسيكون اختياريًا بقرار منك، وليس انفعاليًا

الآن فهمت لما تنعتني أمي بالبليدة دائمًا.

الإسفنجة مُكافئة للعد بنظري ..

أنا كلما رأيت شخص يشعرني بالضجر أو شخص ينتقدني بشكل سلبي وهادم أبدأ بالعد حتى أشعر بهدوء نفسي ثمّ أفكر بهدوء ماذا أريد أن أرد على ما قاله ذاك الشخص. في البداية شعرت بالسخافة عندما كنت أبدأ العد عندما يضايقني شيء، لكن الآن أصبحت أرى أن هذه الطريقة وسيلتي لكي أبقى في أفضل حالاتي حتى عندما تكون أحوالي سيئة، بالإضافة إلى أنها جعلتني أضبط كلامي ومشاعري أكثر، وبفضلها استطعت أن أكون أفضل بنظر نفسي وبنظر من هم حولي.

قد يرى البعض أنها مجرد سخافات! وهذا لأن البشر متسرعون يحكمون على الأمور من خلال أراء الآخرين بتلك التجارب، ولكن إن أراد أحد أن يثبط من تأثير الطريقة فليقم بتجربتها أولًا ثمَّ فليحكم، وإن كانت غير مُجدية معه فهذا أمر طبيعي لأن البشر مختلفون ولا يستطيعون التخلص من مشاكلهم الكثيرة بحل واحد فقط، مثل المرضى تمامًا لا يأخذون نفس الدواء لأن أمراضهم مختلفة، ولهذا إن لم تنفع هذه الطرق مع مشاكلنا فلا يجب أن نقلل منها فقد تكون مناسبة لمشكلة غيرنا وليس لمشكلتنا.