افترض معي أن هناك شئ ما متمثل في فكرة ،حدث ، شخص ، مجموعة أو أيا كان وسنسميه (أ) ؛

حسناً، نحن نعيش في هذا العالم أنا وأنت ثم فجأة ظهر لنا هذا الشئ (أ) في واقعنا ، أول شئ سنفعله سيكون في الغالب معرفة ما هو (أ) وحقيقته ؟ ، ثم بعد ذلك تقوم بميزان هذا الأمر و تنتهي بنتيجة تجعلك تتجاهله أو تكون صديق له أو تعطيه مال كمساعدة أو تصلحه أو أي فعل يُستنتج من ميزانك لهذا الأمر .

» هنا من يضع قواعد الميزان ؟ الهوى أم خبراتنا المحدودة ؟ أم من ؟

لو نظرت إلى السلطات في العالم حاليا عند الحكم والفصل في قضية ذات أهمية وضرورة ستجد أن هناك تناقض في الآراء بشكل كبير يجعلك تتأكد من وجود خلل عظيم في هذا العالم من حيث قواعد الميزان للأمور تجعلك تعيد التفكير في كل شئ ، أو تصدم وتفر من التفكير لتعيش حياتك في (سلام نفسي) !  

هناك صور متعددة لوضع قواعد الميزان في العالم على مر العصور ، فهناك أنظمة مختلفة ومتصارعة ، وكل نظام يحاول تجميل صورته لجماهيره بكل وسيلة ، و أنظمة تابعة لأخرى وهكذا ، أمر معقد ولكنه في النهاية منطقي لأنهم بشر مثلنا . 

حسنا ، ٱنا وأنت ماذا نفعل الآن ؟، هل نكمل عملنا للحصول على بعض الأموال لنحصل على ما نشتهي ونرتقي في الدرجة العلمية لنكون في مكانة اجتماعية مرموقة ، و ندع التفكير في الامور السياسية و ميزان الأمور وهذا الكلام المعقد ؛

أم تسعى لتكون من ذوي العقول والقلوب السليمة لتدرك ما هو الميزان الحق ، الميزان الذي وضعه لنا خالق كل شئ ، و لم يتركنا سدى ، بل بين لنا كل صغيرة وكبيرة . 

دعك من الذي يقول ان هناك من يتاجر بالدين ، وكل غرضه أن تنفر من الدين و يحصره في جانب ويهمل الباقي ويكأنه ناقص أو لا يتناسب مع الواقع أو أنه غير مصمم في الاساس لحكم البشر ! ليقنعك بأن ترضخ لأهواء تجار "الانسانية" و"القومية" و"الديقراطية" ، الاصنام التي أكلوها قبل أن ينشروها ليستعبدوا بها البشر و يقتلوا بدم بارد ويأسروا ويشردوا كل من يعادي أفكارهم بحجة مكافحة التطرف! .

إن الجهد والضريبة في بحثك عن صراط الله المستقيم ومعرفة الميزان الحق ، أقل بكثير من أن تركع لضغط الواقع الحالي وتصدم بعد فوات الأوان من كم الوهم والضلال الذي آثرته لترتاح من عناء التفكير و البحث والتعلم و سؤال الله الهداية بحق والسعي إليه . 

أنظر لواقعنا الحالي إذا أنتزع منه الملذات والملهيات وزينته التي هي غطاء لأحقر الأنظمة والقوانين ، قتلت وأسرت وأنتهكت وسرقت و أضلت وفوق كل هذا غيرت وبدلت حكم الله بأهوائهم ، وحرفت الدين بشيوخ ضلالهم . 

أنا أسير ومستضعف ومنهك جسديا ونفسيا من كم الظلم الذي تعرضت له على مدار السنين الماضية ولكني لا أستطيع أن أقول غير هذا الحق المبين الذي يعتبروه جريمة تستحق الاعدام فورا ، إنهم يتسامحون ويدعمون مع من ينشر الفساد في المجتمع ويغيرون من القيم ويجعلون الصادق كاذب! ، و يحاربون كل من يحاول أن يفكر مجرد تفكير في قول ما يخالف أهوائهم ؛

حسبنا الله ونعم الوكيل هو مولانا ولن يخذلنا ، والحمد لله رب العالمين .