لكلٍ منا هدفٌ ساميٍ يسعىَ لتَحقيقهِ كل يومٍ بالعملِ الجاد والتَخطيطِ المستمر، ومع إشراقةِ شمسِ كلَ صباح تتفتحُ جفونُ نفوسنا بلهفةٍ لهدفنا سواءَ أكان صَعبَ المنال أو عكس ذلك.

قد تَجتاحك يومياً رغبةٌ ملحةٌ بالتفكير بما ترغبُ حقاً بأن تصبحَ عليه بالمستقبلِ القريب وماهيةِ الطرقِ التي قد تُساعدك للوصولِ لهدفك المزعوم.

و لبناءِ هذا الهدف عليك التفكير أولا فالآتي:

ما هو هدفي ولما أطمح بتحقيقه؟

ما هو حافزي وإلهامي لتحقيقه؟

هل يستحق الأمر التضحية من أجله؟

من الصعبِ إيجادُ الإجابة لهذه الأسئلة الثلاث، الأمر يبدو سَهلاً عند رؤيتهِ للوهلةِ الأولى لكن ما أن تتراقص خلايا دِماغك على ألحانِ أوتار التفكيرِ لديك حتى تتأزمَ أعصابك في مُحاولةً منها لفكِ شيفرة هذه الأسئلة الثلاث.

لكنني وبفضلٍ من الله وجدتُ الإجاباتِ التي اقتنعتُ بها شَخصياً ما إن أمهلتُ نفسي الوقتَ المطلوب ليتوضح الأمرُ بين طياتها المتلهفة لإيجادِ الحل المناسب.

لكن ما الخطوة التالية :

التخطيط ... ليس بالطبع أن نرسمُ خريطةً مفاهيمية أو نطرح على أنفسنا أسئلةً مقاليه، لا بل سنقيد أنفسنا بحبال ترتيب أولويات هدفنا.

بما علي أن أبدأ؟ // أي جامعة ستناسبني لنمو تطوري وتركيب هذا المنزل الذي أبنيه بمفردي؟ // لمن سألجأ في وقتي ضعفي؟ // هل أنا مستعد لخطو الخطوة الأولى؟

سنبدأ أولا بتقويةِ أنفسنا لأنها رَكيزة البناء فكيفَ لمهندسٍ البناء بدون الاستعداد نفسياً وجسدياً لما سيواجه، لن تكون هناك جامعةٌ مناسبة ألا إذا كان عقلكَ متفتحاً في البداية، لمن نلجأ ذلك ما نحددهُ نحن وأحياناً نكون نحن العون لأنفسنا فما أجمل الاعتماد على النفس وفي كل الحالات هناك ربٌ يرانا ويَسمعنا ودائماً ما يرمي بحبالِ العون لنا، لا يجبُ أن يخطو الإنسان أي خطوةٍ ألا وهو متأكدٌ وواثقٌ تمام ثقة بأنها ستنجح فليسَ هناك صيادٌ يلقي بشبكتهِ بالبحر ألا وهو متأكدٌ من خلو منطقتهِ من القروش.

في النهاية، الوصولُ إلى الهدفِ أمرٌ صعب وأنا شَخصياً أعلم جيداً أن طريق أمامي لا زال طويلاً ولكن ما أن أفكر بالأمرِ حتى أشعرُ بمشاعري تتأجج بداخلي شوقاً لذاك اليوم حين أرى هدفي يتحققُ أمام عيناي .

في أغلبِ الأحيان ليصلَ المرءُ لهدفه يتطلبُ ذلك منه الكثير من العمل و الجهد مما يؤذي في بعض الأحيان لنسيانهِ لعلاقاته أو قلة اهتمامه بأشياءٍ كان يحبها ... مما يعني أنه سيفقد الكثير من العلاقات المزيفة و تتغير شخصيته تدريجياً ليتأقلم على الوضع الذي يحلق في سماءهِ ، لكن و بينما نحن نحلقُ قد نفقد قدرتنا على الشعورِ بأجنحتنا مما يتطلبُ منا الرجوع إلى الأرض لآخذ قسطٍ من الراحة ، في النهاية قد لا ندركُ أن كان هدفنا يستحقُ ما فعلناه من أجلهِ و ما قدمنا من تنازلاتٍ في سبيلِ تحقيقهِ حتى نرى نتيجةَ النهائية حينها فقط لن تحملنا الأرضُ من فرط السعادة لنحلقَ إلى السماء علها تأوينا ، أو سنفقد شغفنا لبرهةٍ من زمن .