إذا كنت تعتقد أن وعيك وما تتعرض له من ظروف منفصل عن جسمك وأن كلًا منها يتعرف على العالم بطريقته فأنت مخطئ، الجسم يتعرف على الحياة من خلال العقل وردود أفعاله، العقل من يخبر الجسم بإن هذا خطر أو حتى آمن ليقوم الجسم بعدها بأخذا الاحتياطات اللزمة، فو كان مرضَا وحدثَا عاديَا فسيمر مرور الكرام، وإن كانت الأخرى فسيظل الجسد يحاول مادام العقل يفعل، وفي ظروف كالتي نحن فيها، لا نريد أن نفقد أنفسنا وأحبائنا، أود أن اربط على يديك واقول لك من فضلك لا تقتل نفسك بالخوف!

في تجربة نفسية قام بها الطبيب المشهور "د. بورهيف" ومن خلالها قام بتوظيف بعض المجرمين في تجاربه المثيرة والبحث العلمي مقابل تعويض مالي لعائلاتهم ، وأن أسمائهم مكتوبة في تاريخ البحث العلمي ومجموعة من الإغراءات الأخرى بالتنسيق مع المحكمة العليا. وبحضور مجموعة من العلماء المهتمين بتجاربه، جلس بورهوف أحد المجرمين المدانين بالموت، واتفق معه على إعدامه بتصفية دمه بحجة دراسة التحولات التي يمر بها الجسد خلال هذه الحالة.

قام بعصب عيني الرجل ثم قام بتركيب خرطومين رقيقين على جسده بدءا من قلبه وانتهى عند مرفقيه، وضخ فيهما ماء دافئ في درجة حرارة الجسم التي تقطر في مرفقيه، ووضع دلاء تحت يديه وعلى مسافة مناسبة ، حتى خرجت قطرات الماء من الخرطوم وصوت يبدو وكأنه دم متساقط ، وكأنه خرج من قلبه ، يمشي في شرايين يديه ، ويسقط منها في الدلاء.

يقومون بذلك متظاهرين بقطع شرايين يد المجرم، لتصفية دمه وتنفيذ حكم الإعدام الذي صدر بحقه أصلًا من بداية الأمر ولكن على النحو المتفق عليه.

بعد بضع دقائق ، لاحظ الباحثون الشحوب والاصفرار طوال طابور الإعدام، لذلك قاموا بفحصه عن كثب، وعندما كشفوا عن وجهه، فوجئوا جميعًا بموته!

مات بسبب خياله البارع بالصوت والصورة، دون أن يفقد قطرة دم واحدة! والأسوأ من ذلك أنه توفي في نفس الوقت الذي يأخذ فيه الدم ليُسقط من الجسد ويسبب الموت ، مما يعني أن العقل يعطي الأوامر لجميع أعضاء الجسم بالتوقف عن العمل استجابة للخيال المثالي بينما يستجيب للحقيقة تماما!

هذا يعني أن العقل قادر بطريقة مثالية أن يخيل لك الموت فيما أنك مازالت حيًا، لذا من فضلك لا تقسو على نفسك بالخوف ولا على أحبتك، تذكر اننا كلنا خلق الله ولكنا نعيش في ملكوته، لن تموت نفس دون أن تستوفي أجلها، ولن تنقضي حياتنا إلا بعد أخذ ما هو مقدر لها تمامًا، اخبر نفسك أن كل شيء سيكون بخير وأن الله حتى في ابتلائاته لنا هو لطيف بنا ولن ينسانا!