"يا ريت ترجع أيام الجامعة" "والله كانت أحلى أيام" هذه العبارات ترددت حولي من الكثيرين قبل دخولي الجامعة وصدقاً كنتُ متحمسة جدا لهذه التجربة والاستمتاع أكبر قدر ممكن في هذه الايام التي كما يقال ستكون من أجمل بل وأجمل ايام عمرنا.

لكني أطلقت تنهيدةً كبيرة وقت انهيت جامعتي وتخرجت منها، أنا لا اقصد الجامعة نفسها، فما يقصده الأفراد غالباً حين يتمنون العودة للحياة الجامعة هو المواقف والحياة والتجارب، أنك تجد بعض الحرية في كثير من الجوانب، مقابلتك الاشخاص، طريقة فرض تفكيرك، نماء شخصيتك وحتى طريقة دراستك، أنت تعلم أنك تواجه حياة أخرى.

تسمع الكثير وتبحث عن الكثير من الاجوبة، فهناك اشخاص من بيئات مختلفة، لا تدري عن هذا وذلك، لا تعلم عن هذه الفكرة شيئاً أو عن تلك التجربة شيئاً، ولا تكون كلها أفكار وتجارب جيدة، ربما تكون سيئة وأنت لا تريد أن تتعرف عليها أصلاً، لكنك ستفعل حين تكون في مجتمع مغلق عليك في الجامعة ومفتوح خارجها.

نفرح بداية دخولنا ومن ثم نتحول لألات تتبع النظام والقواعد، غير الأسلوب التعليمي التلقيني، فنجد أنفسنا قد نخسر سنوات عمرنا، وأننا نحتاج خمس سنوات اضافية بعد نهاية الجامعة لتعلم مهنة معينة إن كنت محظوظاً لربما تكون متعلقة بتخصصك.

هل هذه هي الحياة الجامعية التي قالوا سنعيشها ونتمنى أن تعود يوماً!؟ لا أحد يمكن أن ينكر أن الجامعة مجتمع مهم، قادر على تشكيل شخصيتنا وصقلها وربما تعرفينا على رفاق العمر، لكن بعدها نفهم شيئاً مهماً وهو أن كل شيء يتغير وأن كل هذه العلاقات لهي متغيرات مع الوقت ونتعلم بالتأكيد أنه تم خداعنا حين خرجنا من الجامعة فوجدننا الحرية الأكبر والمسؤولية الأعظم خارجها، كيف سنستمر؟ كيف سنحقق ذواتنا وقيمتنا، انها معارك أخرى.