أكره يوم ميلادي ، أكره فكرة أن أكبر سنة ، لماذا تحتفلون بأعياد الميلاد ؟!

أحب يوم ميلادي كثيرًا، أينعم لا أحب فكرة أن العمر يمر وسنين حياتي قد نقصت سنة. لكن في كل عام يمر أنضج بشكل أكبر وأفهم الحياة وما يدور من حولي.

كان عيد ميلادي منذ أيام، صحيح أنني لم أنجز كل شيء خططت له العام الماضي، فقدت بعض الأشخاص ودخل حياتي أشخاص جدد، ولكني راضية تمامًا عن كل ما حدث. هل أقف مكتوفة الأيدي حزينة كوني كبرت، أم أعمل على إنجاز ما لم أستطع إنجازه العام الماضي؟ هذا هو الفرق، لابد أن نسعى لجعل العام الجديد أفضل من سابقه ونسعد بأن الله قد منَّ علينا بعام جديد نصحح فيه أخطائنا ونغير من أنفسنا للأفضل.

إنه لشيء جيد أن يقوم الإنسان بتوجيه النقد الدائم لنفسه على معدلات وحجم إنجازه خاصة وإن كان هذا النقد بناءً بغرض التطوير والتصحيح، وذلك لأن هذا النقد يشكل داعماً وحافزاً قوياً للإنسان على الخروج من منطقة الراحة والسعي لتطوير الذات.

وفي السياق ذاته، دعنا نقول أن للإنسان عمر بيولوجي يتمثل في ناتج طرح سنة الميلاد من العام الحالي، وعمر عقلي يتمثل في خبرات الإنسان ومعدلات إنجازه، لذلك فلابد وأن يسعى كل فرد منا على تطوير ذاته من خلال القراءة والتعلم بشكل عام، وذلك لأن الإنجاز يمنح الإنسان شعوراً بأنه يسير في الإتجاه الصحيح.

 هذا ما يُسمى عامر باكتئاب عيد الميلاد Birthday Blues، وهي حالة تسبق يوم الميلاد، فالتوتر والقلق ينتابنا قبل يوم عيد الميلاد وربما قد نفقد الشغف تجاه أعمالنا.

ربما أكثر شيء نكره أن نصل إلى عمر معينة ولم نحقق أهدافنا عل جميع الأصعدة وبالتالي لا ننتظر يوم عيد الميلاد وربما نتمنى ألا يأتي البتّه. لهذا لابد أن نجلس بين أنفسنا وأن نحدد ما نريد وألا نريده وأن نتخيل أننا في عمر كبير ربما في الأربعين أو الخمسين. ففي ذلك الوقت سنندم على عدم امتلاكنا التصميم والإرادة لتحقيق أهدافنا قبل الوصول لهذا العمر. أرى أن العمر أمامك، يمكنك صنع المعجزات.