قسم أفلاطون الناس إلى ثلاث أصناف:

1-صنف يبحث عن الكسب: وهم التجار والحرفيين والعمال .

2-صنف يبحث عن الشهرة: وهم السياسيين والعسكريين .

3-وصنف يبحث عن المعرفة أو الحقيقة: وهم الفلاسفة.

وقد اعتبر هذا الفيلسوف العظيم، أن توظيف المعرفة من أجل الكسب أو الشهرة هي إجحاف في حق المعرفة. وقد كره السفسطائيين بسبب هذا، لأنهم كان يقدمون المعرفة مقابل المال.

ولو أطل علينا أفلاطون الآن، لاعتبرنا سفسطائيين، ولاعتبر خمسات، الملجأ الكبير لهؤلاء السفسطائيين. ففي هذا الملجأ، أصبح تقديم المعرفة مقابل المال سهلا جدا. (ملاحظة: المعرفة أو الخبرة كانت تُعتبر شيئا واحدا).

لكن دعونا نعرف ما الذي جعل أفلاطون يعتبر، أن المعرفة يجب أن تبقى مستقلة عن الكسب.

إن أفلاطون كان ابنا أرستقراطيا، وكان له من المال ما يكفيه ليعيش، ويُوفر له الفراغ الضروري لممارسة الفلسفة. كما أنه عاش في عصر كان يحتقر العبيد والتجار، لأنهم الطبقات التي تعمل لصالح الطبقات الحاكمة، مما يعني أن الجري نحو الكسب هو جزء من هذه الطبقة المتدنية. لكن الآن في هذا العصر، الذي ظهر فيه التفسير الإقتصادي لسيرورة التاريخ، الذي ظهر بفعل النظرية التجارية والنظرية الليبرالية، فإن الكسب أصبحت له قيمة كبيرة جدا، ولا تهم الوسائل لذلك، يعني دعه يعمل دعه يمر، فأصبح الكسب هدفا، ولا تهم الوسائل لذلك، لكن كانت قيمة العمل لازالت محتقرة، فجاء ماركس وإنجلز، فأعطوا قيمة للعمل، فأصبح العمل بشقيه هو الوسيلة الراقية للكسب. وأقصد بشقيه، العمل العضلي والعمل الذهني. وهكذا أصبحت تقديم المعرفة وسيلة شرعية للكسب.

وبما أن مجتمعنا العربي، يقمع العديد من المبدعين بإهمالهم، فإن خمسات أفسحت المجال لهؤلاء المبدعين ليُحققوا من إبداعاتهم ومواهبهم بعض المستحقات التي تُفيدهم، وهكذا صنعت خمسات بديلا مهما للوضع الإجتماعي في عالمنا العربي. ونشكرها على هذه المبادرة. رغم أن هناك بعض نقط الضعف التي يجب علينا أن نحللها ونناقشها، حتى نطور هذا الموقع الرائع.

____________________________

محمد_أمزيل