اليوم فتحت حسوب فأكتشفت أن آخر مساهمة لي كانت قبل شهر! فاستغربت, هل الأيام تمر بسرعة أم انا الذي فقد رغبته بنشر المساهمات؟ حتى مشاركتي في المساهمات الآخرى لباقي الأعضاء تراجعت, لكن بعد لحظات استوعبت السبب.
فصل الخريف بشكل عام بالنسبة لي من بدايته الى نهايته, هو فترة تكثر علي المهام والهموم ويقل وقتي فيه, أيضا لأنني من الأشخاص الذين يصابون باكتئاب في هذا الفصل, فتكون رغبتي بالمشاركة أو النشر شبه معدومة لعدم توفر الوقت وفقدان الرغبة.
أخبرني في التعليقات هل مررت بفترة مشابهة لما أمر به الآن؟
كي أكون صريحًا، مرّت عليّ هذه الفترة مرة واحدة فقط، لكنها لم تكن بدافع رغبة منّي في الابتعاد عن استخدام المنصة أوبدافع الملل، وإنما بسبب بعض الظروف الشخصية التي استمرت لحوالي شهر.
أما بالنسبة للاستخدام نفسه، فعلى عكس منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وغيرهما، فأنا أجد أن حسوب لا تسبب لي هذا الشعور المستمر بالكآبة الذي أواجهه مه المنصات الأخرى، ربما بسبب الخواريزميات التي تعمل بها هذه المنصات. أما في حسوب، فالأمر معني بالمستخدمين وتفعلي معهم بشكل خالص، وهو ما يوفر لي وقت ممتع للغاية.
شيء طبيعي ألا يكون حسوب مثل باقي المنصات, ف حسوب عبارة عن موقع للمناقشات وتقديم وتلقي المعلومات وتبادل الخبرات ولايوجد شيء مثل صور تعبر عن رفاهية الاشخاص مثل الموجود في الانستا وغيرها من الأشياء التي تجعلك تشعر وكأنك تضيع حياتك أو أنك مظلوم.
على الرغم من اتفاق معك حيال اختلاف حسوب عن بقية المنصات، فأنا أختلف معك بشدة في سياق الحكم الكامل على المنصات الأخرى بأنها مضيعة للوقت، فأنا أرى أن الاعتناء بعض الشيء بالمحتوى الذي يلتزم الشخص بمشاهدته قد يتم توجيهه بشكل مفيد جدًا، فأنا قد اتخذت الاستراتيجية نفسها في الحسبان، حيث أنن اهتممت بتنقية المحتوى على إنستغرام مثلا إلى درجة أنني راضٍ جدًا عن المحتوى الذي يظهر بي. علينا فقط ألا ننجرف خلف المحتوى الجذاب الذي لا يشكل أي من اهتماماتنا.
انا لم أقل أن المنصات الأخرى مضيعة للوقت, قلت عن الصور المنتشرة في الانستا التي تعبر عن رفاهية الاشخاص انها تجعل الانسان العادي يشعر أنه يضيع حياته أي أنه لايعيش حياته مثلهم وليس يضيع وقته في هذه المنصة.
أعتبر أن فصل الخريف والشتاء هي من أكثر الفصول التي أنجز فيها.. وأحبها بشكل كبير.
يعتبر الخريف بالنسبة للكثيرين فترة اكتئاب، بسبب تغير المناخ، وتساقط أوراق الشجر، ولكنني أستغل هذا الوقت من كل عام، لأصنع شيء مختلف، آخذ دورة، أو أرسم لوحة، أو أقرأ كتب، وغيرها.
لذا حاول أن تنجز شيء محبب لك.
أحاول أن أحب الخريف لكنه لايبادلني نفس الشعور, فبعد الصيف المبهج يأتينا هذا الوحش الذي يغير من المناخ وتنتشر فيه الأمراض والعودة المدرسية بالنسبة للطلاب وبالنسبة لعملي فلا أستطيع انجاز أي شيء أشعر بالاختناق في هذا الفصل وملاحظة ليس لدي مشكلة مع فصل الشتاء رغم أنني لا أحبه لكن لا أكرهه مشكلتي مع الخريف فقط.
الكثير من الأشخاص يشتكون من فصل الخريف كونه ممل ويحمل إكتئابا غير معروف في بعض المرات، لكن لا أظنه السبب الرئيسي في ذلك، لماذا نجد أشخاصا لا تقل إنتاجيتهم في هذا الفصل، بل شهر بعد شهر يطورون مهاراتهم أكثر من سابقها، لذلك الأمر متعلق بشخصية الفرد أولا وحالته النفسية التي يمر بها.
أخبرني في التعليقات هل مررت بفترة مشابهة لما أمر به الآن؟
نعم مررت بهذه الفترة لكن ليس بسبب الخريف، وإنما تقل إنتاجيتي في موقع حسوب عندما أكون أمر بضغظ في العمل أو أضطر لسفر لذلك لا يمكنني أن أكون قريبة من القلم لنشر، وهذا السبب في تراجع مشاركاتي على الموقع.
الذي يرى أن فصل الصيف فصل كئيب مثلا وممل أكيد ستقل انتاجيته مقارنة بالشخص الذي يراه فصل مبهج وممتع مثلي, الأمر نسبي ولاينطبق على كل البشر هناك أشخاص لايهمهم الفصل وانتاجيتهم ثابتة في كل الفصول, ولم أقل انه السبب الرئيسي هو من بعض الأسباب.
لا أتكلم عن الأعضاء الجدد بل القدامى, بالنسبة للانجذاب كلنا انجذبنا لحسوب عندما اكتشفناه أول مرة فبعد فقدان الأمل في مواقع التواصل الاجتماعي ومن مستخدميها تجد حسوب المليء بالمثقفين والأفكار والمناقشات المثيرة, لكن بعد مرور الوقت يختفي هذا الشعور ويصبح استخدامه عادي كأي موقع آخر وبالعكس من كنت تظن أنه مثقف قد يتضح لك أنه سطحي عصبي والعكس.
من الجميل جداً مشاركة الآخرين اهتماماتك وشغفك. ولكن يمر الإنسان بظروف قد تمنعه من المشاركة الدائمة على المنصة. وأحياناً، يجب علينا الابتعاد قليلاً حتى نعود بطاقة وشغف أعلى للكتابة من جديد.
أعتبر أن فصلي الخريف والشتاء من أكثر المواسم التي أنجزتُ فيها .. وأنا أحبها كثيرًا.
التعليقات