إذا طلب منكم أن تختاروا بين حياة بدون تكنولوجيا،سنعتبرها الحياة التي مضت سابقا،والحياة بوجود التكنولوجيا "حياة اليوم ومستقبلا" وسنضع شرطا ،هو أنه في حياة بدون تكنولوجيا لن تستعمل التكنولوجيا ألا لضرورة جد ملحة فقط،فماذا ستختارون إخوتي؟
فن التخيير
لا أعتقد أننا سنتمكن من اختيار حياة من دون تكنولوجيا بعد تعلقنا بها لدرجة لم يعد هناك أي احتمال لفصلها من الحياة، لا أتخيل نفسي بعد الآن من دون انترنت أو على الأقل من دون هاتف، لا أستطيع تصور كيف كان آباؤنا منقطعين عن أخبار أقاربهم ولا يمكنهم حتى الاطمئنان عليهم، مجرد تخيل الأمر يزعجني فكيف يمكن أن أعيشه أو أختاره.
حسنا أختي يمكن لي أن أتفق معك لكن إتفاق جد ضئيل وذلك لأسباب،تخيلي معي وعودي معي للوراء،معك حق أباؤنا وأجدادنا كانوا منقطعين نسبيا عن أخبار أقاربنا،لكن الشيئ الجميل أن هناك حماس لسماع ولو خبر واحد عنهم ،ينتظرون تلك الرسالة المكتوبة أو المسجلة التي تصل إليهم بعد أسبوع أو شهر ،لذلك فهم على شوق لكي يمسكوا تلك الكلمات التي خطت على الورق،أجد أنه لشيئ جميل حماس يسوده الامل والشوق لسماع أخبار الاقارب،لكن اليوم وكأننا نعيش معهم أقارب بعيدين عنا لمسافات طوال،لكن نعرف جزئيات حياتهم ماذا أكلوا وماذا شربوا ولبسوا وأين ذهبوا،يوميا لدينا خبر عنهم ،ألا نحس وكأننا في روتين،ونيأس وتتدهور العلاقات الاجتماعية لأننا سنصاب بالملل ،كل يوم يتكرر الحديث ونفس السؤال،كيف حالكم ماذا فعلتم اليوم ووو ،وأضيف أيضا أن أجدادنا كانوا يجتمعون سويا ويحكون لنا عن تاريخهم وثقافتهم ،والاسطورة والنكت،نجتمع في مجلس واحد،نخصص يوم ولله الحمد بدون تكنولوجيا،لا هاتف ولا تلفاز ولا أنترنيت ولا أي شيئ لليلتين على التوالي،والله إنني لأجد سعادة في هذه التجربة،أحس أنني أتعرف على عائلتي التي حاولت التكنولوجيا إبعادهم عني،أنصحكم إخوتي بتجربة الامر،إنني حقا أحس بسعادة لا تخطاها سعادة أخرى،التواجد بين أحضان الاسرة والاستماع إلى تاريخهم وحياتهم التي تميزت بالانجازات تارة والاخفاق تارة أخرى،ومواقف مضحكة من حياتهم ،إنه حقا لشيئ رائع لا تستطيع الكلمات وصفه،وفقكم الله
لا طبعاً ، الحياة بالتكنولوجيا ، لقد أصبحت جزء منا
لكن انتظري
أنتي هنا تطرحين السؤال بين أناس عشقوا التكنولوجيا ، لذلك هم هنا
ستكون الإجابة مختلفة لو طحتيه في مكان آخر في الحياة الواقعية
فمثلا : أنتي كمن يطرح سؤال في المدرجات أثناء مباراة برشلونه وريال مدريد
لهذا لا تعتمدي الإجابات مإجابات نهائية
بالرغم من أن التكنولوجيا ساهمت في خلق العزلة بين أفراد العائلة والأقارب أحيانًا، وبالرغم من أن التكنولوجيا ساهمت في تزييف العلاقات بين البشر، فلم يعد هناك مهارة التواصل وجهًا لوجه، فقط يكون التعامل من وراء شاشة إلكترونية، فمشاركة الأفراح والأحزان من خلال هذه الهاتف أصبحت اللغة السائدة بيينا، وبالرغم ن أن التكنولوجيا ساهمت في انتشار الشائعات والخلافات في مجتمعات بعينها، ألا أنني أشعر بأننا لا يمكننا أن نعيش بدون التكنولوجيًا، لا يُمكنني أن أدرس، أتعلم، أعمل، حتى في الطهي بدون التكنولوجيا.
أرى أنها اختصرت علينا الوقت وساهمت في حل بعض المشاكل والمصاعب التي تواجهنا، فلكي نتلاشى عيوب وسلبيات التكنولوجيا لابد من اعادة النظر في طريقة استخدامنا لها، هل نأخذ منها الإيجابيات؟ هل هناك ترشيد في استخدام التكنولوجيا وهكذا.
على الهامش/ ربما لو وضعتِ هذه المساهمة في مجتمع الثقافة لحصل عليها نقاش أكبر مع الكثير من الأصدقاء.
هكذا يتم اضافة المجتمع
كنت لأختار حياة مع التكنولوجيا على الرغم من سوء سلبياتها، إلا إن ايجابياتها تفوق السلبيات، يكفي معرفتنا بما يحدث في بلدان بعيدة عنا، يكفي قدرتنا على مراسلة أصدقائنا وأقربائنا الذين يعيشون بعيدا عنا ببضع نقرات، بكفي قدرتنا لمعرفتنا كل أخبار كورونا من وقت ظهورها، من عانوا سابقا بسبب جائحة الإنفلونزا الإسبانية مثلا، كانوا يموتون وهم لا يعرفون ماذا يحدث لهم إلا بعد وقت طويل، على الرغم من أن المرض يمكن الوقاية منه باستخدام مجرد كمامة.
المعرفة أهم ايجابيات التكنولوجيا، ما لن أتخلى عنه لأعيش في عالم من الجهل، أو تأخر المعرفة.
أما لو قلتي بأن أعيش لمجرد يومين أو ثلاث كنوع من الراحة والانتعاش بالطبع سأوافق، هناك فندق في الواحة سيوة يمنع زواره من استخدام التكنولوجيا إلا عند الضرورة القصوى فقط، كنوع من الاتصال بالأهل مثلا، أرغب بقضاء بضعة أيام هناك.
سأختار حياة أستطيع فيها استخدام التكنولوجيا بطريقة صحيحة، وأقصد بالطريقة الصحيحة استخدام التكنولوجيا فيما يفيدني دون ادمان يقودني لتضييع وقتي والانعزال عن الحياة الاجتماعية الحقيقية في الخارج.
الحياة السهلة التي اختبرناها مع التطور التكنولفوجي لا يمكن التخلي عنها بسهولة، لقد حصلنا على تعليم، عمل، تواصل، تكوين اسهل بفضل تطور التكنولوجيات.
وحتى مجالات مثل الصحة لم تكن لتحقق هذا التقدم في معالجة الأمراض لولا تطور التقنيات التكنولوجية، هل تتخيلين الوقت الذي كانت البشرية ستستغرقه لإيجاد لقاح لفيروس كورونا لو كنا في زمن قبل تطور التكنولوجيا؟ وهذا الجانب تحديدا سيكون كافي بالنسبة لي لعدم اختيار الرجوع إلى الماضي.
حسنا سأتفق معك في نقاط لكن إستخدام التكنولوجيا بشكل أمن صعب التحقيق نظرا لكوننا بشرية نفتقد إلى الكثير من الامور التي تجعلنا نسيطر على أنفسنا تارة والاخرين تارة أخرى،أجد أننا نكره العبودية لغير الله, لكن حقيقة نحن عبيد للتكنولوجيا،لا نحس بذلك لكن أختي،بالله عليك ،العبودية في تعريفها هي الخضوع والتبعية ،ألا نخضع للتكنولوجيا ونتبعها وتقودونا في مشوارها،قلت أن التكنولوجيا لها دور مهم في حياتنا، حيث سهلت علينا الكثير من الامور وفي العلاج من الامراض وغيرها،لكن أختي لم نتسائل بالبتة،ولم نطلب إستفسارا من طرف أجدادنا حول الحياة كيف كانت في الماضي،لكنني سأخبرك أختي أنني فعلت ذلك والحمد لله،أتدرين أن إجابتهم ألهمتني وحيرتني في الان ذاته،كان هناك مرض ومشاكل ،لكن نسبتها لا تقارن بنسبة زمننا هذا،صحتهم قد بلغت أوجها،وقوتهم كالحديد الذي لا يتعرض للصدأ ولا لتشتت بفعل الزمن،وقصص أخرى جعلتني أتسأل هل هذه التكنولوجيا هي من هلكت صحتنا،أم أن سوء إستخدامنا هو السبب،لكن يبقى الجوهر يكمن في التكنولوجيا وليس الانسان،صعب أختي العيش في زمن التكنولوجيا،رغم أنها سهلت علينا الكثير ،لكنها أنتجت وخلفت أشياء ليست بالقليل،مشكورة أختي إيمان على ردك
الحياة قبل الموبايل و القنوات الفضائية و الكمبيوتر كانت اجمل كثيرا .. اتذكر كم كانت متعتي بالإستماع إلي الراديو .. أو قراءة كتاب .. او مشاهدة فيلم لإسماعيل يس .. صدقيني لم اعد اشعر بأي متعة مع التكنولوجيا
ربما أختار اللاب توب واليوتيوب، أتعلمون أخوتي لدي وجهة نظر أخرى كثيرا ما أستخدمها وحتى حينما أريد أن أهرب من التكنولوجيا إلى الحياة البسيطة فإنني أستخدم التقنية أكثر فأكثرولكن بالعودة إلى البساطة، أحيانا أشعر بضيق أو بعض الاكتئاب لواقع هنا أو ظروف هناك وما أن ألبث حتى أحن للطبيعة كي أكلمها وأحاكيها وربما تكن الساعة 12 ليلا فماذا أفعل؟ أتناول جهازي برهة لأفتح اليوتيوب وتوجه لصوت المطر..نعم اجده يخفف عني كثيرا وهنا أكون قد انفصلت عن عالمي إلى عالم آخر آلا وهو بدون تقنية عبر التقنية
التعليقات