إطلاله على الموضوع

أطفالنا هم أغلى ما نمتلك في هذه الحياة انهم ذلك العالم الذي يجب أن لا نسمح لأحد بالدخول إليه تاركاً بصمته عليه.

يبدأ الطفل بالتمييز بين ما يشاهده ويسمعه في مرحلة مبكرة جداً من حياته من خلال المراقبة الدقيقة لكل ما يجري حوله من الأحداث يومياً, فتتكون ملامح شخصيته وسلوكه المستقبلي بناءً على ما رءاهُ وسمعه.

ينقسم الاباء والامهات عادةً في هذه المرحلة العمرية للطفل الى قسمين, القسم الأول منشغلون عن مراقبة أطفالهم, لا يستقطعون جزء من وقتهم ولو الشيء اليسير للجلوس واللعب معهم, يتذمرون من أفعالهم ويصرخون عليهم بمجرد وقوع خطأ صغير منهم, فيلجأ الاطفال الى البحث عن غيرهم لأخذ المفاهيم والسلوكيات المتعلقة بحياتهم المستقبلية.

القسم الاخر يتعاملون مع هذا الأمر بشيء من القداسة, فهم يُبدون اهتمام بالغ بكل حركات وسكنات الطفل, يغرسون المفاهيم والافكار السليمة في مخيلته من خلال مشاركته أدق تفاصيل حياته اليومية, فهم لا يتركون مجالاً لغيرهم للدخول الى عالم طفلهم والتشويش على أفكاره.

إن من أبشع ما قد يتعرض له الطفل في هذا العمر هو الإهمال من قبل الوالدين, سوى كان ذلك بصورة متعمده أو غير متعمده, ومع وصول التكنولوجيا الى أقصى قدراتها أصبح من السهولة بمكان أن يتعامل معها أطفالنا وبكل أريحيه, لذلك يلجأ الكثير من الاطفال الى مشاهدة أفلام الكرتون عبر موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب, أو يقومون بتحميل بعض "تطبيقات الالعاب" من المتاجر وكل ذلك في ظل غياب الرقابة على المحتوى المعروض على الطفل من قِبل الوالدين.