حضرت منذ فترة ليست بعيدة، ندوة تعريفية عن العمل الحر بكافة تخصصاته، ووضعه الحالي في مجتمعنا العربي.

كانت الندوة مفيدة جداً، وفي الواقع لم أتوقع تلقي هذه الفائدة العظيمة كوني أعمل في مجال العمل الحر من حوالي خمس سنوات، وكوني أعيش في سوريا هذا يعني الكثير والكثير من العقبات التي علي كشخص مجتهد ومثابر محاولة تخطيها وحلها من أجل تطوير نفسي وتطوير عملي، هذا يعني أن واجهت كل ما قد أواجهه واستمراري في هذا العمل يعني أنني تجاوزت الكثير مما قد يقال لمن هم في بداية عملهم.

الأهم من هذا كله، أنني تعرفت إلى أحد الأشخاص الذين لديهم خبرة بعدد السنوات قد تكون مماثلة لخبرتي، إلا أن الإنجازات التي تكلم عنها هذا الشخص الذي كان محاضراً حينها، تفوق من الناحية المادية إنجازاتي بكثير وفقاً لكلامه.

وباعتبار العائد المادي أمر مهم جداً إن لم يكن اليوم هو الأساس لهذا العمل، فقد قلت لنفسي: يا له من شخص عظيم، وكم سأشعر بالغيرة حين أفتح موقعه وأقرأ المقالات التي كانت سبباً في تعامل العملاء معه وشرائهم لخدمته.

وهنا كانت المفاجأة الحقيقية، حيث كانت المقالات التي يكتبها بكافة أنواعها مليئة بالأخطاء الإملائية التي لا تخفى على طالب المدرسة، فضلاً عن الأخطاء النحوية وأسلوب الكتابة الركيك والذي يشبه ترجمة "غوغل" إلى حد ما أفضل بقليل منها.

توضحت لي فكرة مهمة، أنه التسويق والتسويق فقط من يتحكم بشراء الأعمال أو طلبها سواء هنا في مستقل أو في أي مكان آخر، أي أنك إن عرضت منتجك بشكل جميل وجملته وحسنت مظهره وأحطته بهالة من الجمل المنمقة الجاذبة قد يأخذ مكان منتج آخر يفوقه بالجودة والجمالية الحقيقية بكثير.

هل يكون التسويق أهم من الجودة حقاً؟؟

الجودة وفيما يخص الترجمة، التحرير وكتابة المحتوى، تعني جمالية المحتوى، عدم ركاكته وقلة أو انعدام الأخطاء اللغوية والنحوية فيه.

هل أصبح بإمكاننا الاستغناء عن هذا العامل الذي أراه شخصياً الأهم بالنسبة للعميل الذي يحترم منتجه وللمستقل الذي يحترم عمله؟

أرحب بكل آرائكم في هذا الموضوع، وأعتذر عن الإطالة.