لحمدالله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، والصلاة والسلام على خير خلقه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن السعادة مطلب غالي، فكل إنسان يسعى إلى أن يكون سعيداً، وتختلف موارد الناس ومشاربهم في تحصيل السعادة، فمن الناس من يرى أن السعادة هي في جمع المال، ومنهم من يرى أن السعادة في كثرة العيال، ومنهم من يرى السعادة في غير ذلك، يقول الْحُطَيْئَةُ:

وَلَسْت أَرَى السَّعَادَةَ جَمْعَ مَالٍ *** وَلَكِنَّ التَّقِـيَّ هُوَ السَّعِـيد

وأقول: أنه لا يمكن للإنسان أن يكون سعيداً إلا إذا كانت البيئة التي يعيش فيها كلها متقية لله -عز وجل-، فإنه لا يمكن أن يكون سعيداً لوحده، وخاصة إذا كان له تعلقات مع من حوله من أسرته ومجتمعه.

إن السعادة كل السعادة أن يكون الإنسان في بيت كله سعيد.

وعليه فكيف يكوّن الإنسان هذا البيت السعيد وهذه الأسرة السعيدة؟

إن الله فرض الفرائض والواجبات وبين الحقوق والأمانات وكلف بها المؤمنين والمؤمنات وجعلها شريعة لعباده أجمعين وهذه الفرائض والواجبات لا سعادة للمؤمن إلا بالقيام بها وأدائها على وجهها حتى يكون ذلك أدعى لرضوان الله عنه .

قال-تعالى - في كتابه المبين : { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً }حمل المؤمن الأمانة على ظهره والله سائله أسئلة عنها يوم القيامة بين يديه ومن هذه الحقوق والواجبات التي فرض الله على المؤمنين والمؤمنات حقوق الأزواج والزوجات جعلها الله أمانة في عنق كلٍ من الزوج والزوجة وحملهم المسؤولية هذه لحقوق أمر الله بها في كتابه المبين ، وعلى لسان رسوله المصطفى الأمين-صلى الله عليه وسلم - أمر الله بها من فوق سبع سموات وأمر بها رسوله وأمر بها العلماء والصلحاء والأتقياء في كل زمان ومكان أمروا بها لعلمهم أن سعادة البيوت الزوجية موقوفةٌ على أداء هذه الحقوق ورعاية هذه الواجبات وأنك إذا رأيت ذلك البيت المسلم الذي يحفظ فيه الزوج حق زوجته وتحفظ فيه الزوجة حق زوجها ويتقي الله كلٌ منهما في الآخر إذا نظرت عيناك إلى ذلك البيت المسلم الذي يقوم على أداء الأمانات والواجبات ورعاية الحقوق والأمانات رأيت السعادة في ذلك البيت المسلم ورأيت الطمأنينة ورأيت المودة والرحمة التي أخبر الله عنها في كتابه المبين .

والآن سألخص لك بعض الأسس التي تجعل أسرتك سعيدة:

عليك أن تحسن اختيار الزوجة التقية الصالحة.

إن كنت لم توفق لزوجة صالحة من البداية فعليك أن تسعى في إصلاحها.

أن تجعل البيت مكاناً لذكر لله.

الحرص على تعليم أهل البيت.

أن تصنع نواة لمكتبة إسلامية في البيت.