《 الطلاق قبل الزواج أحياناا !! 》 ...

لا أعرف من أين أبدأ ،،،

لكن ما أعرفه أنني و لأول مرة يتوقف قلمي على ورقي حائرا مترددا مندهشا من الفكرة

و الألم يعتصر قلمي و أناملي قبل قلبي !!

أيعقل أن نصل إلى مرحلة ما نجد فيها نسبة الطلاق تفوق مراحل نسبة الزواج أو حتى العذاب ؟!

أيعقل أن تصبح النسبة الأكثر من الطلاق بين فئة العشرينات و الثلاثينات من العمر ؟!

أيعقل أن يصبح السكن جهنم ، و يصبح عقد الزواج عقدا للبيع و الشراء ؟!!

و هذه هي ثلاثة أسئلة من كثير مما يمكن أن يطرحه عقل كل منا إن فتحنا سويا باب المناقشة في هذا الموضوع ...

و الأغرب ،، أنه و إن تطرقنا لفتح هذا الباب ، للأسف سنسمع إجابات متعنتة من كلا الطرفين الذين يؤمنان بكونهما في منتهى الصواب !!

و لعل هذا التعنت هو أحد الأسباب الرئيسية الخفية للطلاق !!

و دعني أقول لك سرا آخر أساسيا جدا من وجهة نظري المتواضعة عزيزي القارئ ...

《 الأناااااانية 》

بصراحة هي مفتاح اللغز ،،، و قد تكون هي أيضا مفتاح الحل عند التخلي عن و لو ١% منها !!

و قبل أن اسمعك قائلا لي :- لااااا

السبب الحقيقي هو انتهاء المحبة بيننا فيما بعد الزواج ..

فاسمحلي أن أقول لك :- أنك لم تكن تعلم أصلا ماهية المحبة و المودة التي قصدها الله في هذا الميثاق الغليظ ، و لو علمتها ، ما قلت هذا ،،،

و لكنك في الواقع فعلا تعلم كيف تحب نفسَك ،،، أو تعلمين كيف تحبين نفسِك ....

فنحن لا نؤمن أصلا في هذا الزمن بمصطلح " ما يسمونه الحب " ..

لأنها أصبحت كلمة متداولة مفرغة من معناها و هي في حقيقة الأمر غلاف سلوفاني براق للأنانية معنى و اصطلاحا ...

فأنت أحببت الآخر لأنك وجدت فيه ما يرضيك و ما يتناغم مع رغباتك و ميولك و معتقداتك و ما يتواءم مع أفكارك و مخططاتك المستقبلية و ما يتناسب مع دراسة الجدوى التي درستها مع نفسك كثيرا و أعددت لها العُدَّة ...

و أغفلت أن أي دراسة جدوى لأي مشروع مادي لابد أن تكون مناسبة لكلا الشريكين و ليس طرفا واحدا ،، فمابالك بأكبر المشروعات المعنوية الوجدانية على وجه الإطلاق ؟!!

التي ثمارها ليس مال العالم بأسره ، و لكن أكبادكما الذين يمشون على الأرض إما معمرين أو هدامين لمجتمعات بأسرها !!!

فمن من الزوجين يعرف ماهية الحب أصلا ؟!!!

و للأسف لم يكن خطأكما على قدر ما كان خطأ في التربية و التنشئة الأسرية و المجتمعية منذ الصغر و العمل على غرس الأفكار العنصرية و القيم المغلوطة بين الولد و البنت منذ الصغر ،

و الخروج عن السياق الديني و المجتمعى السليم طبقا للأهواء و المتغيرات و التطورات

 و عدم غرس المفهوم السليم لمعنى و قدر المحبة الزوجية و المودة و الرحمة و مدى قدسية هذا الميثاق الغليظ منذ بدء التنشئة ، لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ...

*** التسرع في اتخاذ القرار

و للتسرع هنا أوجه عديدة و أشكال متنوعة بناء على معطيات مظهرية ترتبط بالشكل أكثر من المضمون و القيمة أو تحت تأثير هاجس تقدم العمر لدى الشاب أو الفتاة أو هاجس سترة الفتاة !!

***التعسف و التعنت في الطلبات المادية من الرجل

ضاربين بعرض الحائط كل ما دعت إليه الأديان في هذا الشأن ..

*** افتقار لغة الحوار المشتركة المتحضرة المحترمة الموضوعية الراشدة و العاقلة بين الزوجين ، التي تعلي و تفضل مصلحة الكل على مصلحة الفرد عند مواجهة أي خلاف مهما كان بساطته !!

***الاصطدام بأعباء الحياة الزوجية و التزاماتها التي لا تنتهي و أن الحياة ليست وردية كما كان يظنان قبل الزواج ، لأنه كثيرا هم من يدعون تفوقهم في السباحة ، لكن الأمر يختلف كثيرا عند النزول إلى البحر وسط الأمواج العاتية حين ينتهي وقت الوعود بالكلام ...

*** عدم القدرة على تقديم التتازلات تحت شعار "الكرامة الفردية الوهمية "

*** عدم مشاركة النجاحات و الاهتمامات الفردية و المشتركة بين الزوجين و عدم التقدير للعقبات التي يواجهها كلا منهما ،،

فبعض الأزواج يريدون من زوجاتهم أن يتخلين عن أحلامهن و طموحاتهن ..

و بعض الزوجات لا يتفهمن طبيعة عمل الزوج و دوره في الحياة و العمل و الجهد دون تقدير لهذه المهمة و دون دعم نفسي و عاطفي بل السخط الدائم و الشكوى المستمرة من عدم التواجد و الإهمال ..

*** الدخول في علاقة لا منطقية ، قد حُكِمَ عليها بالفشل قبل أن تبدأ ، و بالتالي يصبح فيها الطلاق نتيجة أسرع من الزواج ذاته !!

*** التكافؤ ،،، -سواء على مستوى الزوجين أو عائلتهما - ،، سواء أكان على المستوى العقلي و الثقافي و العاطفي و الاجتماعي ، هو ركن أساسي للزواج الناجح و أيضا هو أول أسباب قبول دعوات الطلاق بالمحاكم !!

*** الأزمات الاقتصادية :- و عدم القدرة على ادارة تلك الأزمات في الأسرة ، فهما على الحلوة فقط لكن في المرة يفترقان ، و لا توجد عقلية مدربة و مدبرة و مخططة لمواجهة مثل هذه التغيرات و المنعطفات الأساسية لكيان الأسرة ..

 *** الكذب :- هما أول حجر أساس في بناء انعدام الثقة و عدم المصداقية و الخيانة ..

*** الطلاق النفسي :- فقد يمكث الزوجان في بيت واحد و تحت سقف واحد لما يتجاوز ال الثلاثين عاما و هم في الواقع أغرب الأغراب عن بعضهم البعض عالأقل من الناحية النفسية ..

*** الإعلام و السوشيال ميديا :- و ما أدراك ما تقدمه لنا على طبق من ذهب من مفاهيم تزلزل الأسرة من قواعدها الأساسية ، متأثرة بثقافات لا تنسحب على ثقافتنا و طبائعنا الشرقية العربية المتدينة ..

*** زواج القاصرات و الهروب من برامج التوعية الزوجية و الكشف الطبي و النفسي على الزوجين و الاستهزاء المستمر بمثل هذه الاجراءات

*** تكرر فكرة تعقيد الشباب من الزواج و حتمية فشله إن تم ، ما أصابهم بالعقدة بعد أم تملكت الفكرة من عقلهم الباطن

*** السلطوية و السيادية من أحد الأطراف و العصبية و الصوت العالي و عدم الاحترام ، مع أنهما لو أدركا أن الله أرادهما كزوجين أي ككيان واحد ، أي السلطة واحدة و السيادة واحدة ، فهي علاقة تكاملية و شراكة مقدسة

***عدم استماع الزوجين إلى نصائح الأهل ممن سبقوهم بالخبرة في الحياة و النظر إلى الأهل على كونهما جيلا آخر و فكرا مغايرا لا يتماشى مع العصر الحالي و أنه لكل وقت آذان ...

و الأسر المفككة لابد و أن يخرج منها زيجات مفككة لأن الشجرة ذات جذور ضعيفة في الأرض لا يمكن أن تكون فروعها ثابتة فوق الأرض ، باسقة في السماء و لا يمكن أن تكون ثمارها ثمارا نقية و يافعة ..

*** و هذه الأسباب هي الرئيسية فقط و هي قليل من كثير من الأسباب الخفية بين جدران البيوت و حكاوي البشر و خلف أبواب المنازل ..

*** كثرة الإنجاب دون وعي أو إدراك لحجم هذه الأزمة على المستوى الشخصي حتى قبل المستوى الاجتماعي للدولة ..

و لكن يبقى الأمل دائما معلقا بالله سبحانه و تعالى ثم بالوعي الديني و إعادة هيكلة المعاني المرتبطة بما يسمونه مجازا :- "الحب" ..

و أن يبدأ كل فرد في دراسة الواقع حوله فيما يتعلق بهذه القضية ، و عليه أن يفكر مرارا و تكرارا قبل أن يقدم على الخطوة بعد دراسة واعية و خطة واضحة لكل ما سبق ، لأنه لابد أن يؤمن بأن المعطيات حتما تؤدي إلى النتائج .

و بالنسبة للمتزوجين :- لابد و أن يبادر كل منكم أولا بتغيير نفسه و قيمه و معتقداته و يراجع الكتالوج الرباني المنزل في كتابه المقدس ، الذي حتما سيجد فيه المنهج السليم و الصحيح و الطريق الأقصر لتنظيم الحياة الزوجية المقدسة بأمر الله

و حتى و إن وصل الطرفان إلى حالة الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله :- فلابد ألا ينسيان القضل بينهما كما قال الله تعالى :- " و لا تنسوا الفضل بينكم " ....

Yasminashaheen16@gmail.com

#الطلاق_قبل_الزواج_أحيانا

#الجمعه_١٣_يناير

#إصدار_جريدة_الجمهورية_الرقية

#صفحة_كتاب_الرأي

#باب_فاضي_الجمعة_شوية

#د_ياسمينا_شاهين