قرأت عن نظرية التطوّر .. وأعلم أن لها مؤيدين ومعارضين
لكن سؤالي:
هل نظرية التطور أضافت شيئًا إلى العلم بشرط أن تكون تلك الإضافة مسلمًا بها من الجميع .. وبشرط أن تكون تلك الإضافة لم تكن معروفة قبل نظرية التطوّر؟
هي أضافت علم بحدّ ذاته، يقول الكثير من علماء العشرين سنة الأخيرة بأنّ التطوّر قد شكّل مساراً للعلم يُبنى عليه كل ما نراه إلى الأن، فعلم النفس أخذ منحى مختلف بعد هذا الأمر ليصير "علم النفس التطوّري" وحتى العلوم النظرية صارت كذلك أيضاً من كل اللغات وحتى علم الاجتماع. (هذه الإضافة على مستوى العقلية)
أما على مستوى العلم فهي قد قدّمت لنا طريقة لفهم التطوّر الجيني في الشيفرة الوراثية من خلال أمر مهم وهو الجديد بكل هذا الكلام "الانتقاء الطبيعي" فهذا بالضبط الذي لم يكن موجوداً في العلم قبل ذلك وهذا ما أوجده ودلّل عليه داروين.
فكرة التطوّر فكرة قديمة، كُل العلماء كانوا يحكون ويكتبون عنها، أي فكرة ورثها دراوين ولم يُنشئها، لكن معظم العلماء السابقين لم يكن لديهم أي تصوّر كامل لهذا الأمر لذلك كانوا يرجعون مُرغمين على التصوّر الأوّل "الخلق المُباشر والتكوين المباشر" إلى أن أتى داروين وقدّم البنية الهيكلية الأولى لهذا الأمر "فكرة التطوّر بالانتقاء الطبيعي" natural selection وهذا قد لاحظه أصلاً ليس بالعلم المُباشر لإنّ هذا الأمر مستحيل، فالأمر يحتاج منّا إلى نظرات من ملايين السنين كمراقبة لحركة الارض، إنّما بمتابعة الكائنات والمستحاثات وهذا كله تمّ عبر رحلة البيغل التي استمرت 5 سنوات تقريباً.
إذاً وكنتيجة أخيرة التطوّر ليس هو بالأمر الجديد، إنّما الجديد الذي قدّمه داروين كان: التطوّر بالانتقاء الطبيعي. وفكرة البقاء للأصلح وليس للأقوى ومنها الأن تُبنى كل التفسيرات العلمية (ملاحظة: نسخة داروين من النظرية في كتابه أصل الأنواع تُعد تراث علمي الأن بعد كل البناء الذي بناه العلماء فوق هيكله الاصيل من التصوّرات).
رغم أنها قد تدرس بالغرب هنا أو هناك على أنها صارت وكأنها أمرا واقعا علميا مثبتا، ولكنها في حقيقة الأمر لم تتعدى كونها "نظرية" بعد دون أي إثباتات "حقيقية".
وضابط "حقيقية" ها هنا دقيق فالأوساط العلمية خاصة بالغرب هناك من يسيطر عليها ويسعى حثيثا إلى إثبات هذه النظرية بأي شكل من الأشكال. وأؤيد بشدة صاحب التعليق هنا بالتعليقات التي أشار إلى سلسلة فيدوهات الدكتور إياد القنيبي في دارسة هذه التظرية وتتبع أصلها وفصلها وتفنيد إدعاءات المدعين لها فيُنصح بشدة متابعة هذه السلسلة.
فقط أود أن أضيف هنا ملاحظة قد تمثل (بنظري وفي تقديري) "مفتاحا" جوهريا في للتعامل مع الخلط الكبير الذي يثار حول هذه النظرية وهو بسيط كالتالي:
هناك فرقا جوهريا بين معنى "التطور" كتطور (development) والذي هو بلبّ النظرية نفسها المقصود به تطور الكائنات من بعضها لبعض يعني يتطور كائن من كائن (بكيان مستقل ونوع مختلف) وبين معنى "التكيّف" (adaptation) وهو أن نفس الكائن قد يتكيف معه البيئة المحيطة به (من كون درجة الحرارة مرتفعة جدا أو منخفضة جدا أو أنه يعيش في الماء أو بأعالي الأشجار وهكذا) فتحصل له أو به (هو نفسه نفس الكائن ونفس النوع) تغيرات في جسمه (منقاره يطول مثلا أو يطلع له فرو كثيف أو مخلب يكبر) تساعده على هذه البيئة.
وللأسف يتم الخلط بين الأمرين هنا كثيرا.
ولأن أنصار النظرية لا يجدون بالفعل إثباتات حقيقية (تطور نوع من نوع مختلف) فهم يلجؤون إما لإدعاء اكتشافات وهمية (سرعان ما يظهر خداعها) أو يلجؤون إلى هذه الحقائق في "التكيفات" (لا "التطورات") لنفس نوعه الكائن.
وكلمة أخيرة: فكرة "تطور الإنسان" من أي شيء غير الإنسان (أبينا أدم وأمنا حواء) هو أمر منافي للأديان السماوية الثلاثة والتي عندنا بالقرآن الكريم جاءت خلقة أبينا آدم بالتفصيل الكبير الذي لا لبس فيه.
في ركن الدعاة بحديثة هايد بارك بلندن تتم كثيرا تسجيلات مناقشات حول هذه النظرية
أنصح بمتابعة فيدوهات للأخ منصور والأخ صابور (الأول من الفلبين والثاني من الهند أم باكستان) لهذه المناقات على اليوتيوب ما شاء الله.
اكتب (ابحث) بهذه الكلمات على اليوتيوب
Mansur (or Saboor)| Speakers Corner | Hyde Park
وهذا رابط لفيديو قوي للأخ صابور في أحد مناقشته ما شاء الله:
التعليقات