وقفتُ حائرًا أمام هذا السؤال، فلا أعلم كيف يمكننا شرح لطفل في عمر الخامسة عن مرض أخيه، أخته، أبيه أو أمه. ربما في البداية نلجأ إلى اخفاء الأمر ولكن قد تتكشف الحقيقة للطفل من خلال سماعه مكالمة هاتفية أو محادثة ما، وتصبح الأمور أكثر تعقيدًا، لِذا نحاول أن نخبرهم حتى نتدارك الأمر، لكن كيف سنشرح لهم، وخاصًة عندما نتحدث عن عمر الخامسة. هل هناك طريقة ما لتوضيح الأمر وتناسب هذا العمر؟
كيف تشرح لطفل في عمر الخامسة عن المرض الخطير لأحد أفراد عائلته؟
شرح المرض يكون وفق المرض نفسه ودرجة خطورته، وأذكر هنا عندما حاولت أقنع حفيدة أحد أقاربي من عدم الدخول عليه بعد تلقي جرعة من العلاج الإشعاعي.
أخبرتها أن جدك الآن لديه مرض في بطنه وهو عبارة عن الوحش الصغير وكلما كان قويا يزداد ويكبر ويضر جدك جدا لذا من المفترض أن نحاول أن نقضي على هذا الشرير وسألتها برأيك كيف يمكننا أن نقضي عليه، قالت نعطي لجدة حقنة مثل التي يعطيني إياها الطبيب، أخبرتها نعم لكن لابد أن تكون حقنة قوية جدا لأن جدك كبير ومرضه أكبر، وأيضا الوحش أضخم لذا سنعرضه لشعاع من الضوء القوي حتى يتحول لوحش أصغر وبالتدريج يختفي، قالت جميل إذن يمكنني رؤية جدي الآن، أخبرتها لا، جدك الآن ما زال بجسده هذا الشعاع وإن دخلتِ قد تتعرضين لجزء منه، قالت: وقتها سأتحول، أبلغتها نعم سيضرك كثيرا ويجب أن ننتظر حتى يخرج هذا الشعاع من جسد جدك تماما ويمكنك اللعب معه مجددا.
لا أعلم هل طريقتي سهلة أو أن الطفلة كانت ذكية بالفعل
في ضوء الأزمة، يجب أن يتم الأمر في المقام الأوّل بعيدًا عن محلّ الأزمة، أي أن يكون الطفل خارج أي أماكن بها أكثر من شخص، أو لا قدّر الله في المشفى أو ما شابه، حتى يتم الاستيعاب بالشكل الأقل خطرًا وقلقًا.
ثانيًا، يجب أن نضع في الحسبان أن الصدمة سوف تتملّكه، ومهمتنا أن نخفّف من وطأة هذه الصدمة. والأسلوب الأنسب في رأيي هو أن نطرح عليه الأمر في ضوء مرض أصابه من قبل، مقل حساسية مثلًا أو وعكة صحّية سابقة أصابت الطفل لعدة أيام، حيث نشير إلى أننا جميعًا نتعرّض للأمر نفسه، وأن فلان قد أصابه مرض مشابه لكنه بسبب أنه بالغ يجب أن يرعوه في المستشفى لمدة معينة:
تمامًا كما حدث معك أثناء الإعياء.
خمس سنوات عمر ليس بالقليل جدا ليخبر أن أحد أفراد عائلته أصيب بمرض .. هو يعلم أن لعبة ما من ألعابه عندما تعطل نتيجة لكسر قطعة ما فيها أو ضياعها تحتاج لأصلاح حتى تعود لسابق عهدها .. أو الهاتف المحمول مثلا لو كان يلعب عليه .. عندما تنفذ بطاريته أو ترتطم شاشته أو يتقطع شاحنه فإنه يعطل حتى نصلح العيب .. كذلك الإنسان
إن شرح أمر كهذا لطفل بهذا العمر يبدو أمراً معقداً بعض الشيء ، و لكن لا بد هنا أن تكون ذكياً و أن تبتعد تماماً عن تخويف الطفل أو عما يثير قلقه ، حاول أن يكون شرحك منطقياً بعيداً عن الكذب و الإختلاقات التافهة و في نفس الوقت حاول إعطاءه إجابة مطمئنة له ، حتى لا يقلق و يبدأ بالبكاء و طرح المزيد من الأسئلة ، أخبره فقط بأن المريض بحاجة لمساعدة الطبيب -الذي هو شخص طيب يحب المساعدة- حتى يستطيع التخلص من الألم ، فهو في عمر يعرف فيه الألم ، ربما قد سبق له أن جرح اصبعه او سقط على ركبتيه أو أصيب بالحمى ، فالأمر قد يبدو مألوفاً لديه إن شبهت له مرض قريبه بما تعرض له سابقاً .
هذه قضية تواجهها الأسر في حال مرض أحد أفراد الأسرة وتزداد الأمور صعوبة حين يكون المصاب أحد الوالدين بأمراض مزمنة وخطيرة مثل السرطان.
يتفاوت استيعاب أفراد الأسرة بسبب نضجهم العقلي وقدرتهم على التفاعل الايجابي او السلبي مع الموضوع. وهنا أعتقد ان الأمور يمكن ان تكون في موضع التقييم والتقدير للحالة المرضية فان كان يمكن الانتهاء منها او عبور المراحل الأصعب بهدوء دون اثارة زوبعة اخبار الاولاد وغير ذلك فهذا مرور ايجابي جدا يبني عليه لاحقا.
ولكن ان كانت الاسرة غير قادرة على ذلك، فيمكن اختيار الأكبر سنا من الأطفال وليكن ما بعد 15 عام والبدء بشكل مبسط في شرح الموضوع دون تضخيم وبكل رباطة الجأش وتحويل صعوبة الامر الى جذب تشاركي من الطفل. نعم قد يصدم وقد يبدأ بطرح أسئلة وقد يصمت. وقد يعود لاحقا باسئلة.
لذا يجب التحلي بالحكمة والصبر والواقعية في هذا الأمر.
مررت بهذه التجربة مع ابنى وكان فى نفس العمر والموضوع صعب حقيقة ويحتاج إلى صبر وحسم وطمأنة للطفل يجب التحدث معه بطريقة تدل على أن كل شىء على ما يرام وأن بسبب بعض العادات الخاطئة دون علم أصيبت الأسرة بهذا المرض وهذا ليس خطير يحتاجون فقط لبعض الراحة حتى يتماثلوا بالشفاء يجب أن يكون هناك أحد مقرب منه جدااا يطمئنه باستمرار وان امكن محادثة أسرته للاطمئنان ويجب أن يعلم أنهم بخير وهو وقت بسيط وكل شىء يعود لطبيعته وعدم تجاهل الأمر والرد على جميع استفساراته ليطمئن الامان والأمان والامان هم مفتاح هذه المرحلة شفاهم الله وعافاهم
التعليقات