أريد الدخول إلى مجال ريادة الأعمال من خلال المنتجات المعرفية؛ لانني قرأت الكثير عن فوائدها، ولكني لا أعرف كيف أبدأ؟
كيف أبدأ مشروعي من خلال ريادة الأعمال المعرفية ؟
أثناء دراستي في جامعة دمشق كان عندي أستاذ في الكُليّة يُحاضر في الفلسفة ويقول جملة مؤثّرة كانت بالنسبة لي لإنّها كانت جديدة على فهمي واستيعابي: "العلم والمعرفة سلع وبالمقابل هي أغلى السلع" من يومها وأنا بدأت أفكّر بأنّ الأمر ممكن على الأقل، دخل إدراكي، لأكتشف بعد ذلك وجود اقتصادات كاملة في الدول المُتقدّمة اسمها الاقتصادات المعرفية، هذه الاقتصادات تؤسس على اعتبار المعرفة "سلعة" تُباع وتُشترى. وهُناك ميّزات كثيرة لهذه الأمور والدخول في عَقلها وفهمها، هي أنّها تحوي مميزات كـ انعدام تكاليف العمالة أو الأهمية التي تأتي على هذا الأمر، فهي ليست صناعة بالمعنى الرسمي، ميالة إلى نشاط، حركة فكرية، ولا يوجد بالطبع مسألة غلاء المواد الخام أو ندرة الموارد، كل هذا يُساعد الأمر على الإزدهار كاقتصادات وهذا ما نراه بالمناسبة بالضبط في أوروبا، وأحلى ما فيها بلا أي شك هي هذه العوامل التالية:
- رأس المال لهذه الاقتصادات المعرفة لا المال، بتغيير الأقطاب إلى هذه المعادلة تحدث إعجازات حقيقية بسوق العمل والمجتمعات المتحضّرة.
- لا يُمكن احتكار هذا الأمر
- من المستحيل أن تنضب هذه الاقتصادات أو تقل، هي نبع لا يتوقّف إلّا بتوقّف البشر عن الحياة ومواصلتها
- تهتم بالجديد وبالتالي بكل طبع بالتغيير، وكل تغيير يحدث نشاطاً وتطوّراً على صعيد المجتمع.
للدخول في هذا الطريق هناك طريقين، الطريق الفردي أو الطريق الجماعي:
الفردي: يدخله أولئك الطامحين لتغيير تفصيلة معيّنة في شركة أو ابتكار أمور بمفردهم، مثال على ذلك: شركة فيسبوك. أو عبر ريادة الأعمال ومشاريعها التي لا يمكن توقّعها بسبب المرونة ومرونة المعرفة والتطبيق في هذا القطاع
الجماعي: أولئك المؤمنين بالدخول في ميادين البحث العلمي والمشاريع الكبرى التي تقيمها الدول للاستكشاف والتطوير بناءً على البحث العلمي والتفكير والاستنتاج.
في السنوات الأخيرة كثيرا ما سمعنا عن ريادة الأعمال المعرفية وذلك بسبب الأزمات المتتالية التي تعصف بالعالم والتي تتطلب حلولا عاجلة وهي ما توفره ريادة الأعمال المعرفية. ففي بداية أزمة كورونا أغلقت المحال التجارية أبوابها والأماكن السياحية والشركات واضطر أصحاب المهن الحرة إلى الجلوس في منازلهم ريثما ينتهي الحجر وتعود الحياة إلى طبيعتها. إلا أنه لا مجال للبقاء على هذا الحال في المنازل بدون عمل فكيف سيحصل الأفراد على مصادر إنفاق؟ هنا كان دور الإنترنت في توفير فرص عمل عبر شبكة الإنترنت. فهناك من نقل خبرته التعليمية إلى فرصه للتعليم أونلاين وأحد آخر إستغل الفرصة للعمل أونلاين ككاتب في صحيفة وهكذا سرت الأمور. هذا الإنتقال الثوري في طريقة العمل فرض تحديا جديدا على أصحاب المهن وهو تعزيز مهارات التسويق بعد أن كانت مهارات التواصل والقيادة وحل المشكلات وغيرها من المهارات الأخرى الأهم على الإطلاق. ولكن أهمية مهارة التسويق كانت بتقوية القدرة على المنافسة واكتناز الفرص المغرية. الأمر الأهم في موضوع ريادة الأعمال المعرفية أنها متاحة لأي يكن إذ أنها لسيت حكرا على المشاهير أو الخبراء. ومن هنا فإن فكرة ريادة الأعمال المعرفية تقوم على القيمة المعنوية للمشروع وليست المادية. فالأصول التي تتمحور حولها ريادة الأعمال المعرفية هي بحت فكرية ومعرفية كما الأمثلة التي استعرضتها مسبقا. للبدء بمشروع ريادة أعمال معرفية تسألين نفسك بوضوح: ما هو المجال الذي أبرع فيه بتقديم خدمة معرفية بدون إمتلاك الأصل المالي؟ فمثلا إذ كنت متخصصة في الإقتصاد يمكنك العمل في مجال تقديم الإستشارات الإقتصادية أونلاين ولو كنت معلمة لغة إنكليزية يمكنك التعليم أونلاين. فإذا تحديد الفكرة ثم تحديد وسائل التسويق ثم الإنطلاق.
للبدء في مشروع ريادة أعمال معرفيةيا ديمة، يمكن البدء بالتفكير في فكرة مبتكرة ومناسبة لحاجات السوق المحلي أو العالمي. يفتح العصر الرقمي فرصًا جديدة للابتكار والتميز من خلال ريادة الأعمال المعرفية. من الممكن أن تكون هذه الفكرة مرتبطة بتطبيقات الهاتف المحمول، أو الأنظمة الذكية، أو المنصات التعليمية، وغيرها الكثير. تحديد الفكرة الصحيحة يمثل خطوة هامة لبدء المشروع.
بعد تحديد الفكرة، يمكن القيام بأبحاث السوق وتحليل المنافسين لتحديد الفرصة المتاحة والحاجات الحالية للسوق. يجب أن يتم هذا البحث بعناية لضمان توفر الفرصة المناسبة وتحديد الخطوات اللازمة لتحقيق النجاح.
بعد ذلك، يمكن التفكير في وضع خطة عمل مفصلة تشمل الجوانب المختلفة للمشروع، مثل التمويل، التسويق، والتعيينات الأساسية. يمكن تقسيم خطة العمل إلى مراحل مختلفة ووضع خطط تفصيلية لكل مرحلة. يجب أن تكون هذه الخطط واقعية ومنطقية وقابلة للتنفيذ، مع تحديد مواعيد نهائية لكل مرحلة.
بدون ان تنسي بأن عمل ريادة الأعمال يتطلب الكثير من العمل الشاق والتفاني، لذلك يجب اختيار فريق عمل يمتلك الخبرة والإصرار اللازم لتحقيق النجاح. يمكن البحث عن شركاء وموظفين متفانين في العمل لتحقيق النجاح.
بعد وضع الخطة، يمكن البدء في تنفيذ المشروع ورفع مستوى الوعي بالعلامة التجارية من خلال استخدام الإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي والعلاقات العامة. يمكن التركيز على بناء العلاقات مع العملاء وتحسين تجربتهم للحصول على رضا العملاء والمساهمة في نجاح المشروع.
التعليقات