كثيرا ما نسمع هذه المقولة من أفواه الكبار
"فلانة قدمها خير، وفلانة قدمها نحس"
فهل لهذه المقولة قصة أرتبطت بها أم أنها تندرج تحت تعارف الأرواح وتناكرها؟
من واقع حياتكم وبعيدا عن التفسيرات العلمية
هل سبق لكم أن التقيتم بقدم خير، وقدم شر؟!
تؤمن أعداد كبيرة من الناس بمثل هذه الأمور. لكن على الرغم من ذلك، لا أعدّه أمرًا معنيًا بالعقلانية أو الواقعية على الإطلاق. لا أصدّق أبدًا أن هنالك شخصًا ما يمكننا ان نحكم عليه بهذه الطريقة. هل سيكون الأمر كذلك إذا ما وجّهنا هذه الأصابع إلى أنفسنا؟ والتي أرى أنها أصابح اتهام وهميّة ليس لها أي أساس من الصحّة، تمامًا مثل مسألة أن وجود شخصٍ ما في مكانٍ ما تتسبّب في خسارة فريقنا المفضّل، أو أننا لو سلكنا هذا الطريق سيكون فألًا حسنًا. كلّها سلوكيّات لا تتعدّى الفولكلور العبثي الذي يرفض الكثير منّا التخلّص منه ومن همجيّته للأسف.
مع الأسف، أرى أنَّ هناك عدد كبير من الناس يصدقون تلك الأقوال غير الصحيحة والتي ليس لها علاقة بالخير أو الشر. ذكَّرتني بقول صديقتي عندما كانت ترى إنسانة تكرهها منذ الصباح الباكر:" سيصبح يومي أسود لأنني التقيت بفلانة"، فأنا لا أؤمن ولا أصدّق تلك الأقوال، لأنها ليست حقيقة ولا تجلب النفع أو الضرر للإنسان. ولذلك، يجب أن يكون الشخص واعيًا ومثقفًا بحيث لا يصدّق تلك الأقوال ويعمل بها.
هل سبق لكم أن التقيتم بقدم خير، وقدم شر؟!
مثل هذه المقولات لا تعدو إلّا أن تكون خرافةً توارثتها الأجيال، ولا يمكن أن أتصوّر أنّنا في عام 2023 ولا زال البعض يؤمن بهكذا خُزعبلات، ربّما أعذر البعض إن إستخدمها لغرض المزاح والفكاهة، أمّا الإيمان بها وبتأثيرها فذلك هراء ولا يمكن تقبُّله بأيّ شكلٍ من الأشكال.
من واقع حياتي، أحترم الإنسان وأكنُّ له قدرًا وشأنًا لكونه مخلوق من خلق اللّه سبحانه وتعالى، ما دام الطّرف الآخر لم يتعدّ حدودي ولم يقلّل إحترامي، ولم يتعدّ على حدود الدّين ومبادئي وأخلاقي، عدا ذلك فأعتقد أنّه لا يجب أن نُطلق أحكاما مطلقة مهما كان حجمها ومهما كان الشّخص الذي يوجّه له الحكم سواءً كان ذكرا أو أنثى، الإنسان يقاس بفكره وأخلاقه لا بقدمه، ونحكم عليه بالمواقف لا من أوّل نظرة!
التعليقات