علميًا اللوزة الدماغية تسمح لنا بملاحظة الاخبار السلبية وبشكل أسرع من الاخبار الإيجابية، وبما أنني أعيش في مجتمع تنتشر به الاخبار السلبية؛ أردت معرفة النصائح حول كيفية التعامل مع هذه الاخبار؟
كيف لي أن أتعامل مع الأخبار السلبية؟
ربما محاولة عمل احلال بين اولوية متابعة مواقع الاخبار وغيرها.
أعمل على هذا الجانب من خلال آلية مفيدة إلى أبعد حد حتى الآن. تتمثّل في تجنّب الأسباب قدر الإمكان. إن الأخبار السيّئة حولنا في مصادر بعينها. لا يمكننا بكل تأكيد السيطرة على جميع هذه المصادر. لكن فترة الجائحة منذ 2019 علّمتني سلوكًا جيّدًا، وهو تجنّب أكبر قدر من المصادر، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وإلغاء المتابعات لمختلف المصادر الموتّرة، وتجنّب استهلاك الوقت على منصات التواصل الاجتماعي بصورة مبالغ فيها. تساعدنا هذه الخطوات على تجنّب حدّة الانتشار، خصوصًا فيما يتعلّق بالتريندات المؤذية والنقاشات غير النافعة بأي شكل من الأشكال.
ربما تكون الخطوة الأولى لمحاولة تقليل التأثير السلبى لتلك الأخبار هى أن نحمد الله أنها لا تحدث لنا ، فربما تكون تلك هى الحسنة الوحيدة فى قيامنا بمشاهدة أو قراءة الأخبار السلبية .
والأهم أن نحاول أن نقلل من تعرضنا بشكل عام للأخبار السلبية لان تأثيراتها على نفوسنا وعقولنا أمر سىء على المدى الطويل .
فتخيل معى أنك تجلس بالقرب من بلاعة مجارى سيئة الرائحة ، كيف ستكون حالتك ، مع استمرار وجودك بجوارها .
بعد إنتشار جائحة كورونا ، ظهر مصطلح جديد فى القواميس يطلق علية (Doomscrolling) والذى يعنى المبالغة فى تتبع الأخبار السلبية ، وقد حذر علماء النفس من مخاطر هذه الظاهرة على الصحة العقلية والنفسية ، والتى قد تمتد إلى تأثيرات سلبية على الصحة البدنية .
لذلك هناك عدةنصائح يقدما علماء النفس ،لمحاولة التقليل من مخاطر التعرض للأخبار السلبية ، من بينها الإبتعاد عن متابعة الأخبار فى الصباح الباكر من اليوم ، وكذلك إمكانية تحجيم عدد مرات التعرض للأخبار ، فيمكن أن يتم مشاهدة الأخبا رمرة واحدة فقط فى اليوم ، هذا سيساهم فى تقليل حجم التوتر الناتج عنها بشكل كبير .
فيمكن أن يتم مشاهدة الأخبا رمرة واحدة فقط فى اليوم ، هذا سيساهم فى تقليل حجم التوتر الناتج عنها بشكل كبير
برأيك، في أيّ توقيت يمكن مشاهدتها ؟ ألا يمكننا أن نتوقف مشاهدتها؟
قد يكون من الأفضل التوقف عن المشاهدة تماما ، ولكن هذا أمر صعب ،فالأخبار تلاحقنا فى كل مكان ، لذلك أفضل أن يكون وقت مشاهدة الأخبار فى وسط اليوم فى فترة ما بين إنشغالك بفعل أشياء أخرى مثل أثناء القيادة والعودة من العمل ، أو أثنا القيام بفعل شى ما فى المنزل ، ذلك حتى لا يكون كل إنتباهك معها ، ولن تمنحى إهتمامك إلا لما يهمك بالفعل من الأخبار .
مع كورونا وتفشّي هذا الوباء صارت السنين الأخيرة فعلاً مرتعاً خصباً للأفكار المغلوطة والسيئة أو على الاقل السلبية، وأكره طبعاً أكثر الأنواع قتامة، ذلك النوع من الأفكار الذي يبشّر الناس بالأسود والأسوء من الأيام بناءً على معادلات غير منطقية في الحياة نهائياً.
لي طريقة للتعامل مع الأمر، أحاول سدّ المنافذ، التكنولوجيا والحياة تمنحنا فقط نوافذ على كل شيء، التكنولوجيا تتيح لنا فرص أكثر للسمع والمراقبة وهذا ما يشكل زخماً لكل أنواع الأفكار، كل ما عليّ كفرد باعتقادي أنّ أسدّ هذا النوع من النوافذ الذي يصلني منه أفكار لا تتفق معي أو سلبية وسيئة، في أن أقطع علاقتي مع هذا الشخص أو أن أقوم بإلغاء متابعة الأفراد على منصات التواصل الاجتماعي، بعضهم فقط، المزعج منهم، والصفحات التي لا تنشر أخباراً مجرّدة، حتى أحياناً صفحات الأخبار أريح نفسي منها في الكثير من الأحيان، ليس ضرورياً على الإنسان أن يلمّ بحال المحيط على مدار الساعة.
في أن أقطع علاقتي مع هذا الشخص أو أن أقوم بإلغاء متابعة الأفراد على منصات التواصل الاجتماعي، بعضهم فقط، المزعج منهم، والصفحات التي لا تنشر أخباراً مجرّدة،
يبدو أن هذه خطوة جيدة، ولكن ألا يثير فضولك في بعض الأحيان متابعة هؤلاء الأشخاص ولو لمعرفة ما جديدهم؟
أهم شيئا هو البعد عن التواصل الاجتماعي الذي أصبح بؤرة للأخبار السلبية، فنحن نقوم بالتقليب على صفحات التواصل الاجتماعي بوعي ودون وعي، فيمر أمامنا العشرات من المنشورات والتي في الأغلب تحمل أخبارا سيئة، وهذه عادة سيئة أطلق عليها الباحثون النفسيون التقليب الجهنمي، نسبة للأضرار التي من الممكن أن تقع علينا بسبب تلك العادة مثل الاكتئاب، اضطرابات قلق، اضطرابات مزاجية وغيرهما، فقد قرأت دراسة من قبل كانت تقول أن من يتابعون الأخبار السيئة يعانون من أضعاف الضغط النفسي الذي يعاني منه من كانوا في موقع الحادث, لذلك من المفيد محاولة تقليل ساعات استخدامك للتواصل الاجتماعي ومعرفة المواقع او الاشخاص الذين يكثرون من نشر الاخبار السلبية وإلغاء متابعتهم أو تجنبهم بشكل عام.
من الأشياء الآخرى التي تنصح بها الطبيبة النفسية سوزان بابل لتجنب الاخبار السيئة وكيف التعامل معها هي:
- الحد من نسبة الأخبار السيئة, أي محاولة البعد عن مصادر الأخبار السيئة المحيطة بك وتجنبها.
- ممارسة تقنيات تهدئة النفس مثل اليوجا أو تمارين التنفس أو ممارسة التأمل لأنها تساعد الشخص أن يكون أكثر مرونة في استقبال الأخبار السيئة.
- وجود أشخاص حولك للتحدث معهم وإعطاء لك الدعم الكافي.
- اكتشاف أنشطة جديدة للقيام بها أو العمل على تطوير الذات بحيث أن تكون مشغولاً عن الاستماع ومراقبة الاخبار السيئة.
حاول الإبتعاد عن المصادر التي تحصل منها على تلك الاخبار قدر استطاعتك، مثلا تجنب التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي قدر الإمكان لتتخلص من الجزء الأكبر من الأخبار السيئة.
اما ما يصل لا محالة فحاول البحث في النقاط المضيئة في الخبر حتى إذا كانت النقطة المضيئة هي أنك تعلمت نوعا جديدا من أساليب الخداع او الحوادث او غيرها لتتجنبه ولا تقع في مثل هذه الأمور وهكذا.
غريب أن النصيحة الاولى للجميع هو تجنب وسائل التواصل الاجتماعي والتقليل من استخدامها، هذا حل مؤقت برأيي والأهم من تجنبها هو كيفية التعامل معها.
احتمالية الأخبار السيئة هي نفس احتمالية الأخبار الايجابية، لكن كما أشرت أن اللوزة الدماغية هي التي تشردنا إلى الأخبار السيئة بشكل أسرع، يمكنك زيادة عدد متابعتك للصفحات الإيجابية والأشخاص الايجابين على مواقع التواصل إن كان هذه هي المشكلة. ثانيًا تقبل الخبر السيء بهدوء، العد لل10 قبل أي رد فعل، ردد الاستغفار بشكل دائم وتعوذ من الشيطان الرجيم، مارس الرياضة أو اليوجا لتساعدك في تهدئة نفسك أكثر بعد كل خبر سيء، وتذكر ان لا شسء دائم سواء سيء او إيجابي فهو سيمر، إذا كنت تفضل مشاركة من حولك فتحدث إلى شخص قريب منك عن الخبر قد يساعدك في تفهمه او تقبله او مجرد ان يسمع لك فيخف شعورك.
التعليقات