تعتبر تدوين اليوميات من اهم العادات الناجحة التي ينتهجها الاشخاص المتميزين في مسارهم المهني والحياتي، لكن الالتزام بها للأشخاص المبتدئين وغير المتعودين عليها أمر صعب للغاية وقد تبدو عادة غير مجدية اول الأمر.
لذلك نسأل ، كيف نستفيد من التدوين اليومي ؟ كيف نوضفها لخدمة حياتنا وأعمالنا...شاركنا طريقتك في كتابة اليوميات .
التدوين اليومي مفيد جدا الشخص من أجل تصفية الذهن وادراك لثغرات التي وقع فيها، لذلك من المفيد جدا أن يكون التدوين في بداية النهار وفي أخر النهار كتقييم لذات.
ولكن الكاتب في مرحلة من مراحل حياته، لن يلجئ للاعتماد على التدوين لكونه قد اصيب بإنتكاسة وصعوبة في استمرار انتاجيته..
.شاركنا طريقتك في كتابة اليوميات .
مؤخرا بدأت الاعتماد على كتابة رؤوس أقلام، اراها عملية أكثر بمعنى أشرح أبرز ما مر علي في اليوم في شكل جمل مختصرة وعملية تفيد أكثر من أن يكون حشو فارغ لا يعبر عن المهام التي مرت بي.
بالإضافة إلى فكرة تصفية الذهن التي طرحتها عفيفة، والتي بالتأكيد تفيد الكثير من الأشخاص في التعبير عن أنفسهم، عن أزماتهم وآلامهم وطرق تعبيرهم عن مشكلاتهم، فأنا أعتمد عليها أيضًا في مساري في ممارسة الأدب، لأن التدوين اليومي مسألة لا بد منها لأي كاتب. ويمكنني أن أعترف بأن التدوين اليومي واحد من أبرز التمارين اليومية التي على أي كاتب أن يعتني بها قدر الإمكان، لأنها تفيد بشكل مبالغ فيه، لا يمكن توقذعه من قِبل أي شخص لم يجرّبه.
وقد توسّعتُ خلال السنوات الماضية من فكرة التدوين اليومي الخاص بي أنا فقط إلى فكرة التدوين اليومي بشكل عام، وذلك على أكثر من صعيد، مثل:
كل هذه التمارين تساعد الكاتب على اكتشاف المزيد من الخبايا التقنية في مساره المهني، وتساعده أيضًا على إيجاد المزيد من قوالب الأفكار في خياله.
التدوين اليومي لي غير مرتبط بفكرة أن اكتب ما مررت به بيومي لكن اعتقد أنها خطة ترتيبية ومن الممكن أني أقوم بها أسبوعيا وليس يوميا، بحيث إني أقسم اليوميات أو المهام الصغيرة المطلوبة مني خلال أيام الأسبوع لأنجزها بشكل متفرق ومرتبط وأقوم بتسوين تلك المهام الصغيرة بدفتر ملاحظاتي أو بهاتفي وأقوم بشطبها إن قمت بالانتهاء منها .
والأمر غير مرتبط فقط بتلك المهام الصغيرة،بل مرتبط بتطوير شخصيتي أيضا مثل قرة أربع كتب شهريا أو ممارسة اليوجا يوميا، أو مشاهدة فيلم باللغة معينة، وحينما أصل للهدف الذي أرد الوصول له أقوم بشطبها وإضافة المزيد، بالنسبة لي هذا هو التدوين اليومي المفيد لي ولكن ليس كتابة ما مررت به يوميا.
هذه تجربة متميزة قطعا على صعيدك الشخصي لكن العيب الوحيد لذيك يا رحمة هي ان التدوين هنا ليس إداة انتاجية مضبوطة بل هي ممارسة عفوية او ربما سلوك دوري لا يرجى منه نتائج ثابتة ومدروسة، والمشكلة هنا هي انها لا تكفل الاستمرارية على المدى البعيد، ولا تحمي من الفوضوية المطلقة، والاهم من ذلك انها لا تعطينا قدرة واضحة على قراءة النتائج او قياسها بشكل ملموس، ما يجعلنا قادرين على تحسينها وتطويرها اكثر مستقبلا، فهل لذيك حلول لهذا الامر؟
كيف لا يرجى منه نتائج ثابتة يا خلود؟
فكرة ترتيب خطواتي القادمة ووضع توقيت زمني لانتهائي منها, فكرة تطوير شخصيتي سواء التخلص من الصفات السلبية أو تطوير الصفات الإيجابية! كل هذا مرتبط بفكرة التدوين لدي ليكون الأمر منظم ويوفر الإنتاجية الكافية يا خلود عكس التدوين اليومي الذي فقط يتحدث عن ما مررت به من أحدث باليوم الواحد , ألا ترين ذلك؟
فكرة ترتيب خطواتي القادمة ووضع توقيت زمني لانتهائي منها, فكرة تطوير شخصيتي سواء التخلص من الصفات السلبية أو تطوير الصفات الإيجابية! كل هذا مرتبط بفكرة التدوين لدي ليكون الأمر منظم ويوفر الإنتاجية الكافية
نعم هو تكتيك جيد يا رحمة لكنه ليس مستدام ولا يمكن التقيد به بشكل حاسم، انا شخصيا اتبع نفس الطريقة التي تتحدثين عنها، لكني اعاني من عدم القدرة على المداومة عليها على المدى الطويل رغم اني اعتمدها منذ مدة طويلة لكني مازلت انقطع في كثير من الاحيان ولا اجد طريقة مظبوطة لقياس النتائج ، هل ترين ان هناك طريقة لتطوير هذه الاستراتيجة لتكون طريقة مستدامة ودقيقة النتائج؟
التدوين اليومي مهم جداً لملاحظة تطورنا أو تراجعنا سواء في أسلوب الكتابة، في حياتنا الشخصية والمهنية أو صحتنا النفسية، كما يمكن استخدام التدوين اليومي لإخراج منه أفكار جديدة للكتابة عنها أو لاستخدامها في مجال العمل، أو تفاصيل يمكن الاستفادة منها بطرق عديدة، كملاحظة ما يجعلك في حالة جيدة أو سيئة، حدث آثر في تفكيرك أو شخصيتك، أو حدث مميز ترين أنه من الممكن أن يكون قصة قصيرة جيدة، فتقومين بإعادة صيغته بمزيج من الخيال والواقع ونشره.
التدوين اليومي مهم جداً لملاحظة تطورنا أو تراجعنا سواء في أسلوب الكتابة
الا ترين معي ان التدوين هي اداة نخبوية قليلا، بحيث لا يستطيع الكل الاستفادة منها او تطويرها، بل ربما وقد تكون عائق امام من لا يعرف استعمالها، فبدلا من ان تكون وسيلة تطويرية يمكن ان نتقلب الى وسيلة للحجر على العقول وتحجيم الابداع والمساحة الحرة في خلق افكار وافعال مجنونة مختلفة ؟
بالطبع، فيجب على من يقوم بالتدوين اليومي أن يفهمها أولاً ويفهم أن ما يسرده هو بوجهة نظره ومنظوره فقط، فربما يستنتج أشياء غير صحيحة منها لأنها بمنظور واحد، وألا يعتمد عليها كوسيلة وحيدة في إنتاج الأفكار والإبداع عامة، فالعالم واسع ملء بالقصص والحكايات والتفاصيل ومن المهم الاستماع للكل وفهم دواخلهم ودوافعهم لأننا لا يمكن أن نبدع ونحن منحصران حول أنفسنا.
أتذكر حديث دكتورة في جامعتي بأن التدوين اليومي لا يمكن لأي شخص أن يفعله، فأنه يحتاج لسمات معينة في الشخصية مثل الجراءة، وصفات أخرى كثيرة ولا يعتمد الإبداع على التدوين اليومي عامة، فلا أقتنع بجملة أن الكاتب يجب عليه أن يدون يومياته وكأنه تمرين يومي له، لأن الكتابة هي حالة عامة، ربما لا أكتب لشهور لكن في يوم تأتي لي فكرة مبدعة تعوض هذه الأيام، لذلك نرى أن هناك الكثير من الكُتاب الذين ينتجون عمل كل عام أو عامين أو عشرة حتى، فمثلا نجيب محفوظ كان لا يعرف أن يكتب إلا في فصل الشتاء على ما أتذكر.
التدوين اليومى مفيد جدا فهو يمنح أفكارنا فرصة للتنفس ، كما أنه يساهم فى جعلنا أكثر أقترابا من الأفكار التى تدور فى روؤسنا ، ويمنحنا طريقا لتتبع تطورنا يوما بعد يوم ، ومن الأمور المفيدة جدا فى التدوين أنه ينظم لنا الوقت ويمنحنا إحتمالية أكبر فى تنفيذ خططنا .
ومثل اى عادة جديدة يحتاج التدوين أن نتبع معه مجموعة من الإستراتيجيات التى يمكن أن تجعله جزءا من يومنا بشكل دائم ،
ومن أكثر الكتب المفيدة فى مسألة إتباع العادات هو كتاب العادات الذرية ، ومن بعض نصائحه هو تقسيم الأهداف الكبرى إلى عادات صغيرة وهنا أنصح بأن يتم تخصيص وقت ثابت قصير كل يوم لكتابة عدة أسطر ، فلست فى حاجة إلى صفحات طويلة كل يوم فقط أبدا بعدة أسطر وتدرج بها .
أيضا يمكننا ربط العادات مع بعضها البعض شخصيا أقوم بربط التدوين اليومى بتناول كوب قهوتى اليومي ، فأصبحت تلقائيا أجلس على مكتبى وأفتح أجندتى بمجرد ان أمسك فنجان القهوة فى يدى .
ربما يكون من الأمور المفيدة أن نقوم بمكافأة أنفسنا ، بعد كل إلتزام بالعادة ، فالقيام بفعل محبب إلى النفس كمكافأةعلى الإلتزام أمر سيشجعنا دائما على تكرار الفعل ، عن نفسى أكافى نفسى بعد كل إلتزام بمكالمة تليفون مع صديقتى المقربة ، أو مشاهدة واحدة من قنواتى المفضلة على اليوتيوب .
التعليقات