إن لحظة الصراحة مع النفس هي إحدى أفضل اللحظات وأكثرها نفعًا على الإطلاق، حيث أنها خطوتنا الأولى نحو إصلاح الأخطاء والعودة إلى المسار الصحيح في أيٍّ من جوانب حياتنا.
في هذا الإطار، أرغب في التطرّق إلى أفضل الخطوات التي يمكننا من خلالها إصلاح ما اكتشفناه من أخطاء بعد أن نصارح أنفسنا.
في رأيكم، كيف نستطيع إصلاح أنفسنا بعد أن نكتشف مشكلة فينا ونعترف بها؟
النقطة الأولى في رأيي هي الاعتراف التام بالمشكلة وأننا مسبباتها الحقيقية بدون تعليق السبب على أي حدث أو شخص أخر. تحمل المسؤولية حتى النهاية هي أهم نقطة.
النقطة الثانية هي معرفة مسبباتها في ذاتنا هل هو طبع شخصي أم عادة يمكن السيطرة عليها أم رد فعل لظروف جديدة إلخ
وبعدها معرفة أفضل طريقة للتعامل. أهي التصالح ومحاولة تقليل السلبيات أم التخلص من عادة معينة وخلق عادة جديدة وغيرها .
وفي النهاية نبدأ التطبيق عالمين أن التغيير لن يكون سهلًا ولكنه يستحق.
أوافقك الرأي فيما قلتِ..ولكننا أحياناً نجد صعوبة في تقبل المشكلة، وكلما كبرت المشكلة زادت الصعوبة، خاصة إن كانت تلك المشكلة تخص شيئاً في شخصيتنا مثلاً أو مرض نفسي أو ما شابه.
فالإنسان يتجاهل كل ما قد يقلل من شأنه وصورته أمام الناس ويواجهه بالإنكار.
من وجهة نظرك أمنية، ما هي الخطوات التي لا بد أن نتبعها لنصل للتصالح مع مشكلاتنا خاصة إن كانت "كبيرة نوعاً ما"؟
فعلًا عبدالرحمن فالإنسان هو عدو نفسه الأول فيما يخص الاعتراف بمشاكله وإظهار نفسه بمظهر المخطئ. بالنسبة لي الأمر يحتاج قدرًا كبيرًا من التصالح مع الذات وجلسات منفردة مع النفس يعترف فيها الإنسان أن المشكلة جزء منه حتى لو بشكل كلامي فقط حتى يقتنع بشكل أكبر. ولا ضرر من عدم الاعتراف أمام الناس حتى يتم التغيير فالمهم أن يبدأ ويكون خطوة بخطوة.
وأعتقد أنه من ضمن الخطوات أيضًا أن يتسامح الشخص مع فكرة أن الانتكاس أمر وارد وأن الطريق أصعب مما يبدو عليه لكنه يحتاج هذا لأجل نفسه أولًا ولمن حوله من المتضررين ثانيًا.
للمجتمع دور كبير في تلك الحالة من الإنكار التي يستعملها الفرد كوسيلة للدفاع عن نفسه من الأنظار الموجهة له بالإتهام والتنقيص، فقد يكون الفرد في دخيلة نفسه متأكد أن لديه مشكلة ما، ولكن المجتمع يقف كحائط الصد بينه وبين الإعتراف واتخاذ خطوات للتغيير أو التعافي.
الخطوات التي قلتيها مناسبة جداً إن كان الفرد يجد صعوبة في الإقتناع.
في رأيكم، كيف نستطيع إصلاح أنفسنا بعد أن نكتشف مشكلة فينا ونعترف بها؟
الإجابة موجودة في السؤال، فالخطوة الأولى تكمن في الإعتراف بالمشكلة وأعتبر هذه هي أهم خطوة لأن باقي الخطوات تأتي تباعاً وتنبني عليها، بعد الإعتراف بأن لدينا مشكلة بحاجة لحل أو طبع ما بحاجة لتغيير أو عائق من عوائق الحياة لا بد أن نتجاوزه، علينا بعد ذلك أن نخطط تخطيط سليم للوصول من الحالة التي نحن عليها الآن للحالة التي نود الوصول إليها عن طريق خطوات متتابعة تدريجية ويحبذ أن تكون صغيرة وتدريجية.
التعليقات