المتابع جيدا للأحداث فى مصر يجد انتشار حالات القتل بكثرة ..
فى رأيك ما هو سبب ازدياد هذه الحالات .. هل السبب دينى ام تربوى ام عوامل اخرى ؟
وفق الدراسات والاحصائيات فبالسنوات الأخيرة هناك انخفاض وليس ارتفاع، مقارنة بأعوام مثل 2012 إلى 2014، المقرونة بتغيرات بالبلاد، وبدأت أن تعود مرة أخرى لمعدلاتها الطبيعية حتى الآن.
لذا الجريمة وتحديدا القتل موجود منذ بدء الخلقية، الفيصل أننا في عالم رقمي الآن، إن اشترى شخصا قميص جديد سنعرف ذلك رغم أننا لا نعرفه شخصيا، لذا نحن نعلم كافة الحوادث بتفاصيلها، ونتابع بدقة وهذا أمر مختلف لما كان سابقا، فقد يقتل أحد بالبلد المجاورة لك ولا تعلم شيئا لغياب الرقمنة ووسائل التواصل الاجتماعي.
ولكن يمكننا الاستفادة من ذلك بطريقة إيجابية، وهو محاولة المختصين من تحليل هذه الجرائم ومعرفة الأسباب والدوافع النفسية ووضع خطة لتجنب ذلك من خلال محتوى توعوي.
السبب في المقام الأول بالنسبة لي هو سبب تربوي ونفسي، فتجد المضطربين نفسياً يسرحون ويمرحون حولنا دون أدنى تفكير في عواقب الأمور، ربما لو تلقى هذا الشخص علاجاً نفسياً لما أقدم على جريمته، وانظر ما زلت أقول ربما لأن ليست أي جريمة ترتكب تعني أن المجرم مضطرب نفسياً أو مختل عقلياً .
طبعاً سبب آخر مهم جداً هو غياب الوازع الديني، فالدين بحد ذاته ليس سبباً للقتل بل هو رادع له، فعندما تجد الدين يزخر بالنصوص التي تحرم القتل وتشنعه ثم يأتي أحدهم متجاوزاً كل ذلك ليقتل بدم بارد، هنا ستعلم ضعف إيمانه وبعده عن الدين .
أضف على ذلك أنه والله أعلم كما ذكر رسولنا الكريم أنها من علامات آخر الزمان نسأل الله السلامة .
لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَكْثُرَ الهَرْجُ قالوا: وما الهَرْجُ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: القَتْلُ القَتْلُ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
يقول الناس دائمًا أننا نعيش في اسوأ فترة وأن الجرائم في تزايد الخ ولكن هذا غير صحيح بالمرة.
فنحن نعيش الآن أزهى العصور وأكثرها أمنًا برغم كل شيء ومقارنة بما كان يحدث في الماضي من حروب عالمية وأوبئة تقضي على دول بكاملها ومجاعات وسياسات قاتلة وتعذيبات لا مبرر لها.
ولكن لماذا نشعر أن العكس هو الصحيح؟ في البداية نحن لم نعش في الماضي فلا يمكننا تخيل كيف كانت الحياة صعبة وكيف سعى الناس إلى انجاب أكبر عدد ممكن من الأطفال حتى يموت بعضهم في طفولتهم وبعضهم في شبابهم وليبق من يبق ليحافظ على بقية الحياة.
أما الجزء الأهم فهو مواقع التواصل والأخبار. فإن حدثت جريمة في مكان ما سمعنا عنها جميعًا حتى وإن حدثت في النصف الثاني من الكرة الأرضية وهكذا تتراكم الجرائم أمامنا حتى نشعر أننا في الجحيم بينما ما لا يمكننا إدراكه حقًا هو قسوة الحياة وخراب البشر ولكن علينا التعامل معه والتأقلم عليه.
لذلك فإجابتي على سؤالك أن الجرائم تحدث للكثير من الأسباب المختلفة والتي حتى لو عالجناها فلن تختفي الجريمة للأبد. والأمر الثاني أننا منحازون لعصرنا ونعتقد دائمًا أن الزمن الماضي كان أفضل.
فمثلًا نقول: لماذا تنتشر معدلات الأمراض السكرية والسرطانية الآن ولم تنتشر في الماضي؟ لكننا نغفل أن متوسط عمر الإنسان في الماضي كان قصيرًا بحيث لا يعيش حتى تبدأ خلاياه في الإصابة بالسرطان أصلًا وغالبًا ما كانت تقتله الانفلونزا العادية قبل ذلك بكثير!
التعليقات