في أثناء قراءة قصص بعض الناجحين والمتميزين في مجالهم نجد الكثيرين منهم يذكرون الصعوبات التي مروا بها كي يصلوا إلى هذا التميز. فكما نعلم أن النجاح هو الإصرار على مواجهة الفشل، وما يقوم به هؤلاء الأشخاص هو سرد هذا الفشل عبر المواقف التي مروا بها. فبرأيكم لماذا يتعمد أغلب الناجحين سرد قصصهم الحزينة والصعوبات التي واجهوها في طريق النجاح، هل لتوضيح معاناة الوصول للقمة أم أسباب أخرى؟
لماذا يتعمد أغلب الناجحين سرد قصصهم الحزينة والصعوبات التي واجهوها في طريق النجاح؟
هذا النوع من القصص ليس قصصا حزينة بقدر ما هو قصصا تسويقية يسرد من خلالها أصحاب العلامات التجارية رحلتهم بأدق التفاصيل وكيف حققوا النجاح مع تركيز بسيط وتضخيم لمشاعر الخيبة والفشل التي غالبا ما تكون محزنة وهنا مربط الفرس فهم يركزون على استمالة الجمهور وكسب تعاطفه.
ولا يتم ذلك إلا من خلال العزف على وتر المشاعر وتحريك التعاطف والشفقة.
السرد القصصي هنا غايته تحقيق إجراء معين، مثل الشراء، الاشتراك، المتابعة وغيرها...ويمكن أن تكون تلك القصص مصورة أو مكتوبة أو يلقيها أصحابها وهذه أكثر طريقة تلفت انتباه الجمهور.
وتعتبر قصة ديزني وآبل وكوكا كولا وفودافون وغيرها من العلامات التجارية الأكثر شهرة على الإطلاق فقط باستعمال السرد القصصي.
السرد القصصي وسيلة تسويقية لا يُستهان بها إطلاقا، ببساطة لأن الإنسان بطبعه يحب القصص.
وكما يقول خبير التسويق سيث غودين الناس لا تشتري ما تبيعه بقدر ما تشتري ما عشته أي أننا نحب شراء القصة والشعور الذي خلفها وليس الخدمة أو المنتج في حد ذاته.
السرد القصصي هنا غايته تحقيق إجراء معين، مثل الشراء، الاشتراك، المتابعة وغيرها...
أتفق معكِ في فكرة التسويق باستخدام السرد القصصي، وقد استُخدم هذا الأسلوب من بعض الشركات مثل شركة هيونداي التي قامت بمساعدة فتاة أرادت إرسال رسالة لوالدها الذي يعمل كرائد فضاء. وبدلًا من إرسالها إلكترونيًا، فضلت الشركة رسمها على الرمال باستخدام عدة سيارات من نوع هيونداي Genesis ونشرت القصة في الفيديو الإعلاني لتحقق نجاحًا كبيرًا في حملتها التسويقية.
ولكن ماذا لو كان الشخص لا يحتاج لأي من هذه الأمور يا دليلة؟ على سبيل المثال لدينا قصة كفاح شخصية أوبرا وينفري والتي تعد من أثرياء العالم وواحدة من أكثر النساء شهرة عالميًا، ومع ذلك فإن قصة حياتها تظل محط أنظار الجميع.
أجد هذا منطقيًا فكما قلت إن النجاح هو الإصرار على مواجهة الفشل، ولذا فمن الطبيعي ذكر تلك التحديات والعثرات التي قد مر بها هذا الشخص الناجح المبالغة قد تكون بأغراض تسويقية لكن ذكر الأمور الصعبة التي تغلب أو تغلبت عليها قد يكون ملهمًا جدَا للكثير من الأشخاص الذين يوشكون على الاستسلام، وأرى في هذا أمرًا يستحق الذكر والوقوف عليه لأنه يقول للكثير ممن ضاقت بهم الحياة أنهم ليسوا وحدهم في هذا الألم أو ذاك وأنه يمكن للشمس أن تشرق في سمائك مجددًا
أظن أن السبب الحقيقي وراء ذلك يا شيماء هو الارتباط العاطفي مع العملاء والمستخدمين، فنظرًا لأن الجميع يخبرنا بقصصه ونجاحاته عبر إنستغرام وفيسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرهم، فإن العديد من الأشخاص يعانون من الأزمات نفسها دون اكتساب أي قدرة على تخطيها، لذلك فالكثير من الأشخاص في حاجة ماسة إلى من يساعدهم في هذا الصدد، إلى من يشعرهم بأنه نجح في تخطّي الوضع نفسه بنجاح نحو ما تاق إلى تحقيقه، وبالتالي فالاعتماد على القصة الأزمة هو أمر مفروغ منه في العديد من الأحيان، بالإضافة إلى أنه يعتمد على جانب رئيسي عام من الجوانب الأساسية لأنواع المحتوى أيًّا كان شكله، وهو جانب حل المشكلات.
تخيل ان يذكر ملياردير ...
كيف انه تهرب من الضرائب و استخدم الرشاوي و استمال المستثمرين وضحك على شركائه وعصر منافسين واستفاد من دعم سياسيين وكيف ينظر لزبائنه كبقرة حلوب
القائمة طويلة وليس بالضرورة طبعا ان يكون كل ملياردير يملك كل هذه الامور بقائمتة السرية للنجاه
إن شيماء تعني بقصص الفشل هنا أزمات وحقائق يمكن من خلالها سرد حكمة أو خلاصة تجربة معيّنة. لكن من جهة أخرى، فالأمر لا يمكن أن يتصل بما ذكرته يا صديقي، فهذه ليس بأزمات على الإطلاق، وإنما تتمثّل في مشكلات حقيقية أو خسائر فادحة وجرائك ارتبكها المستثمر، وهنا لا يمكننا أن نطلق عليه مستثمرًا، فالمسمّى هنا يتحوّل إلى الإجرام والاختلاس وخلافه. لكنني لا أستطيع تناولها كقصة استثمارية ملهمة.
برأيي، تتعدد الأسباب ولكن من أهمها هو أننا غالبا ما ننسب صفة محظوظ إلى الإنسان الناجح لأننا لم نرى كفاحه ومعاناته. فقد يكون سرده لهذه المعاناة محاولة منه لتوضيح أنه استحق نجاحه عن جدارة.
ولكننا لا نملك دليلًا على صحة كلامه، مما يضعنا أمام احتمالية اختلاق بعض القصص لمجرد ألا يقال عنه محظوظ.
يقول مايكل مارغوليس: إن القصص التي نحكيها، تصنع العالم حرفيًا. إذا أردت تغيير العالم، فأنت بحاجة إلى تغيير قصتك، هذه الحقيقة تنطبق على الأفراد والمؤسسات.
تغيير القصة أو اختلاقها لإحداث التغيير أمر موجود ولا يمكننا إدراكه إن كان المتحدث متقنًا لدوره.
الفشل هو الأساس الأول للنجاح فلكي تقنعيني بنجاحك تحدثي لي أولا عن فشلك ولأن الجميع يؤمن بذلك فيجب ان تلامسي مشاعرهم بداية
العديد من الناس تتحرك بالعاطفة , وغالبا لأن الجميع يتوقف عن السير في اتجاه حلمه بسبب العوائق والعقبات ,فهم يتحدثون عنها كي يوصلوا رسالة للمتلقي , انهم مروا بصعوبات وووو, لكنهم لم يستسلموا , وذلك ما يجعل المتلقي يتأثر ويثق في نجاحه وبالنسبة لي , جربي يوما ان تكتبي مقالا تتحدثين فيه عن نجاحك دون ذكر الصعوبات , بالتالي ستكونين فقط تستعرضين او ما شابه , نعم قد تحفزيني كي أطمح لكن من سأراه اقرب لي ؟ بالطبع من يسرد معاناته لأننا بطبيعتنا , حساسون فالناجحون يفهمون ما يريده المتلقي وما يحتاجه أكثر من المتلقي نفسه أحيانا.
التعليقات