في كثير من الأحيان يرجع الناس التحرش بالمرأة إلى لبسها وجسمها، فلماذا إذاً يتم التحرش بالأطفال؟
لماذا يتم التحرش بالأطفال؟
لأن ببساطة لا مبرر للتحرش سوا مرض الفكر والسلوك، وأي تبريرات واهية من قبيل اللباس أو الجسد أو الكبت إنما تأتي من أصحاب العقول المتحرشة، وبالتالي فهم يبررون لأنفسهم ثم لغيرهم من المتحرشين
المسألة برمتها في صدد التحرش تنتج من انحراف اجتماعي شخصي في رأيي، فالميول الشخصية لمثل هذه التصرّفات لا تعبّر إلّا عن قصور سلوكي يحتاج إلى تقويم صارم من المجتمع، حيث أن أبسط ما يمكن اتخاذه إجراءً ضد هذه السلوكيات هو الردع القانوني.
أمّا بالنسبة لما تعنيه بالمساهمة يا أسماء، فهو نوع أكثر انحرافًا من هذه الأمراض، قد يعرض المجتمع بأكمله للخطر. فبالإضافة إلى ما يسببه لبنية المجتمع من الأطفال، يمكنه أن يتسبب في تشوهات نفسية للأطفال لا يمكن حصرها، لذلك فإن الملاحقة القانونية لا يمكن أن تكون أقل صرامةً أو قسوةً على هذه الفئة. أمّا الأسباب فأيًا كانت لا أرغب في التطرّق إليه، حيث أن ذلك لا يهم أمام أهمية الردع القانوني لهذه السلوكيات.
التحرش بالأطفال أو البيدوفيليا هو اضطراب نفسي جسدي وغالبا يميل المتحرش للأطفال أقل من ١٢ عاما، وقد يستهدف الإناث أو الذكور أو كليهما،
ومن أسباب ذلك،
أن الأشخاص الذين تعرضوا لذلك في طفولتهم دون معالجتهم على تخطي الأذى النفسي يكن لديهم دافع لتطبيق ذلك.
أيضا في حال تعرض الشخص للاضطرابات نفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة مع عدم معالجته وتفاقم الاضطرابات فقد يكون من بينها اضطراب البيدوفيليا.
طبعا البيئة والعائلة تحديدا لها دور بذلك.
الفيصل هنا هو وعي الأهالي وتوعية أطفالهم بكل السبل وعدم تركهم بأي مكان مهما كان قريب دون رقابة، حتى لو كان بين الأقارب والعائلة، وخلق علاقة صداقة مع الأبناء ومتابعتهم باستمرار.
ليس دقيقا أن التحرش الجنسي يصيب المرأة بسبب لبسها وجسمها، وإلا لتم التحرش بجميع النساء. ولربما الجزء الاخر من الفقرة هي الأخطر وهي لماذا يتم التحرش بالاطفال؟
معلومات مجتمعية صادمة تقول ان نسبة لا يستهان من التحرش بالاطفال تكون من الأقرباء وومن يقضون اوقاتا بريئة مع الاطفال او يترك الاطفال معهم لساعات طويلة دون اهتمام لتاثير ذلك وخاصة مع بداية التكوين الجسدي للاطفال وبعض البروز في بعض الاجزاء مع العلم ان كلمة طفل فضفاضة لان الطفل في التعريف العالمي هو تحت 18 عام. بالتالي علينا ان نحدد بالقول (المراحل الاولى للطفولة).
من جانب آخر فإن التحرش النفسي يتم بسبب خلل في الفاعل تحديدا واحيانا يكون بسبب تبادل تعليقات او ايماءات او افعال مستباحة وحركات تبدو طبيعية ولكنها قد تثير الغريزة والتي حين تبتعد عن عفتها تصبح اصعب من الغريزة الحيوانية!
كما ان العوامل الاجتماعية التي يمكن تلخيصها في ارتفاع نسبة العزوبية وعدم القدرة على الزواج ووجود المثيرات السمعية والمرئية والحسية، جميعا تؤجج الحاجة لاشباع النهم الجنسي دون الاكتراث لأبعاده المختلفة وقد يتم ترجمة ذلك لشذوذ وانحراف يأخذ طريقه الى التحرش.
وهل هل التحرش هو المصطلح المخفف لما هو حقيقة وابعد منه وهو ارتكاب الاغتصاب والعنف الجسدي والاضرار بالتكوين العضوي للمفعول به؟ وحين يكون الفاعل بالغا ومكتمل البنية والمفعول به طفلا دون العاشرة او طفلة فإن الاثار النفسية والجسدية قد تستمر مع الضحية حتى نهاية العمر وهناك حالات اجرام وقتل وانتحار تتم بواسطة الضحايا وهم يمارسون رد الفعل على المجتمع لانه اصبحوا ضحايا سلبيين يبحثون عن الانتقام الكامن داخلهم او لنقل (المعذبين)
ان التحرش الجنسي مصدر قلق لعلماء النفس وخطورته حين يكون من منظور اجتماعي وثقافي او تسخير سلطة القوة والسيطرة والنفوذ على المتحرش به
والسؤال هنا: هل يمكن ان نعزز التغيير الإيجابي الفردي والجماعي والتنظيمي والاجتماعي. ضد التحرش؟ وهل يمكن لعلم النفس معالجة ذلك؟
الاخطر في التحرش التحرش سواء للاطفال او غيرهم انه مرتبط بالظروف العقلية والجسدية المرتبطة بالتوتر. ويخلق بيئات غير متكافئة ومخيفة وعدائية ومسيئة ومهينة تقوض ثقة الضحايا وإحساسهم بالأمان وتتعارض مع أداء الناس وتطلعاتهم. وهنا لا بد من الخروج من مسالة التشخيص الى جانب المعالجة وفهم ومعالجة المشاكل الاجتماعية وعدم المساواة الناجمة عن التحرش بأنواعه.
التعليقات