الأفكار السلبية أمر قد يؤثر على صاحبها وعلى المحيطين به، ولنتغلب عليها علينا تعلم كيفية التحكم بها وكبحها إن أمكن. ولكن هل يجب دائمًا أن نتحكم في أفكارنا السلبية، وكيف تتحكمون في أفكاركم السلبية وتتغلبون عليها؟
كيف يستطيع الإنسان محو أفكاره الخاطئة أو السلبية؟
بضدها أي بترديد أخرى إيجابية.
فلو كانت لدي مثلا فكرة سلبية عن شخص آخر بأنه أناني مثلا فسأحاول البحث عن أصل الفكرة و التأكد منها، فإن وجدت أن الموقف الذي دعاني للتفكير كذلك ليس صحيحا. أحاول تغيير فكرتي و إقناع نفسي بأنه ليس كذلك حتى أرى منه سلوكا إما يؤكد الفكرة الأولى و وقتها لن تصبح لا خاطئة و لا سلبية أو يؤكد لي بأنه ليس كذلك فتمحى الفكرة من جذورها.
أما إن كانت فكرة سلبية عن نفسي، و لنبقى في مثال الأنانية، فهنا الأمر صعب قليلا لأن هذه أنا. لذا سأحاول كما قلت في الأول محاربة الفكرة بأخرى إيجابية و أن أردد طوال اليوم أنني لست أنانية لأنني أحب الآخرين و أساعدهم و أحاول تذكر مواقف ضحيت فيها بوقتي مثلا لأساعد الآخرين دون مقابل. ثم أحاول أن أساعد أشخاصا آخرين لأغير تلك الفكرة عن نفسي، و مع الوقت ستمحى هذه الفكرة السلبية. مثال آخر مثلا عندما آخذ فكرة سلبية عن نفسي بأنني لا أستطيع فعل شيء معين مثلا، آنذاك سأحاول خوض التجربة و فعل ذلك الشيء، فإن نجحت ستتبدل نظرتي لنفسي و إن فشلت فلا بأس، على الأقل حاولت و قد أعيد التجربة بخبرة مسبقة.
لذا أرى أنه علينا أولا تحديد هذه الأفكار السلبية و من ثم البحث عن أصولها (ذلك أنه أحيانا قد يكون أصل الفكرة من الطفولة مثلا كالأبوين اللذان يرددان على مسامع ابنهما بأنه عنيد مثلا) و أحاول معالجتها بترديد ضدها و القيام بأفعال تنافيها.
أرى أن لديكِ قابلية للتغيير يا فردوس، فلو وجدتِ نفسكِ مخطئة في أمر ما ستعترفين به وتحاولي إصلاحه. وبالنسبة لي هذه هي أهم صفة لكي يطور الإنسان من نفسه ويسعى ليصبح شخصًا أفضل.
ذلك أنه أحيانا قد يكون أصل الفكرة من الطفولة مثلا كالأبوين اللذان يرددان على مسامع ابنهما بأنه عنيد مثلا
المشكلة هنا أن كلمة بسيطة مثل هذه قد تؤرق على الطفل حياته، وبعدما يكبر يتحول العند من مجرد وصف إلى صفة موجودة بالفعل. لذا فإن تعاملنا مع الأطفال ينبغي أن يكون مدروسًا جيدًا.
- إشغال الوقت اليومي بشكل مستمر بالأمور المهمة والمفيدة، والتي تتمثل في اطلاع أو قراءة أو ممارسة أو بحث.. إلخ.
- ممارسة الرياضة تخفف العديد من الضغوط النفسية والذهنية.
- الالتزام بالمواعيد الأسبوعية الخاصة بالترفيه أو الخروج مع الأصدقاء.
- الأنشطة اليومية الخاصة بالترفيه المحدود مهمة للغاية أيضًا.
- الفن بشتّى أشكاله يضعنا في حالة نفسية جيدة.
أرى أن أول طريق في التغلب على الأفكار الخاطئة هو فهمها. فعندما نفهم أفكارنا السلبية نفهم أنفسنا أكثر بالتالي نفسهم الدوافع التي تدفعنا إلى الذهاب إلى هذا الطريق وما يترتب على ذلك أن نعرف كيف نتخلص منها أو نتخلص منها حتى دون أن نشعر.
ثم بعد الفهم يأتي البديل. ماذا يمكن أن يحل محل هذا الفكر السلبي أو الخاطئ؟ وماذا يجعله البديل الأفضل؟ عندما نقتنع أن هذا الشيء الإيجابي أو الصحيح هو من يستحق أن يكون في عقولنا بدلًا من الفكرة السلبية يبدأ التغيير من الداخل.
ولكن هل يجب دائمًا أن نتحكم في أفكارنا السلبية؟
بالطبع لا. أجد أن الموازنة هو الأصح فالكتمان يؤذينا والبوح أكثر من اللازم يؤذي الآخرين فماذا نفعل؟ هناك بعض الحلول مثل
- أن نحاول التعبير عما بداخلنا بطريقة مختلفة. عن طريق الكتابة مثلًا أو الرسم أو أي وسيلة تخرج ما بداخلنا.
- أن نتحدث إلى الأقربين لنا من حين لأخر ومن نثق أنهم سيفهموننا ولن نثقل عليهم.
- أن نشغل يومنا بالعديد من النشاطات التي تخرجنا من هذه الحالة السلبية.
- أن نحاول فهم أنفسنا كما قلت فوق في التعامل مع التفكير الخاطئ.
لا يستطيع الإنسان محو أفكاره السلبية و الخاطئة،الأمر الذي ترتاب و تخاف منه لن يمحى و يزول إلا إذا تأكدت أنه ليس له تأثير عليك،و الأمر الخاطئ لن تكتشف أنه خاطئ إلا إذا تأكدت من ذلك،طالما أن هناك احتمال لحدوث أمر سيئ ستنطلق من الذهن تصورات و تهيؤات عما سيكون عليه الحال فيما لو حدث،و كل إنسان لديه أمور تخيفه و لا تخيف غيره
الحل هو الاعتماد على الله تعالى و الرضا بما قدره،و محاولة عدم وضع افتراض لشيء لم يتم التأكد من حصوله
التعليقات