يظل دور الأب والأم من أكثر الأدوار تأثيرا بحياتنا مهما كبرنا، ولدى كل منا مواقف ودروس تعلمناها على أيديهم، شاركونا هذه الدروس وكيف أثرت عليكم خاصة بعد أن الكبر.
ما هو الدرس الذي تعلمته من والديك وحتى الآن لا تنساه؟
الدروس التي تعلمتها لا تعد ولا تحصى، فالحياة بالقرب من الوالدين لسن الخامسة والعشرين، بحد ذاتها مدرسة..
فلا يوجد شيء لم نتعلمه بسبب المشاهدة والمعاينة لتصرفاتهما.
موقف تعلمته هو: أن لا ترد السائل الذي يسألك مالا، إذا كان معك.
وتعلمت القراءة لرؤيتي لهما وهما يقرءان دائما الكتب.
تعلمت التنظيم والترتيب بسبب والدتي.
والدرس المهم الذي تعلمته في حياتي أن أحتفظ بسري لنفسي، ولا أضايق أهلي بأموري.
في الحقيقة لم أدرك قيمة ما علموني إياه إلا بعد أن انخرطت بالحياة ومع الأشخاص بالمجتمع، وجدت فعلا أنهم أسسوني بشكل مرض وكبير تجاه أمور لم أكن وقتها أفهم معناها.
- علموني لغة الحوار والفهم، وأن النقاش أداة فعالة لحل أي مشكلة
- علموني المسئولية وكيف أكون مسئولة تجاه أي موقف أو قرار اتخذه
- أهمية العائلة وأولويتها ودورها القوي في دعمنا الدائم والمستمر
- أن أكون رحيما بالطرف الآخر خاصةً لو كنت أنا الطرف القوي بالموضوع.
- الكرامة والعزة ولا أقبل الإهانة من أي شخصٍ مما كان
- ألا أتنازل عن حقي مطلقا طالما بذلت الجهد للحصول عليه.
- الاستعانة بالله دوما هي الطريقة الفعالة وليس الاعتماد على البشر.
إن للأباء دور مهم في حياة الطفل منذ نعومة أظافره، فطفل يكون كصفحة بيضاء، الأباء هم من يرسمون طريق تلك الصفحة، ليبقى تأثير تلك الصفحة إلى مدى الحياة.
فقد درس في علم النفس مدى تأثير الطفولة على الإنسان وكيفية انعكاسها عليه في كبره.
فمرحلة الطفولة تعتبر فترة حساسة في حياة الإنسان، فيها يتعلم الإنسان من والديه المبادىء والأخلاق التي يبني عليها شخصيته.
فالوالدين أنواع وتختلف تربية على حسب طبيعة الوالدين وتفكيرهم ومعتقاداتهم في الحياة.
فقد نجد أباء متفهمين و واعين، يدعمون أولادهم ويساندهم في كل مرحلة من الحياة، وهذا الأمر يؤثر إيجابا في المستقبل على الأولاد، بتكوين أشخاص قياديين وناجحين في كل المجالات.
أما النوع الثاني من الوالدين فهو ذلك الذي يمتلك أولاده إما خوفا عليهم أو يكون خلل نفسي في أبوين، مثلا نرجسي أو أناني.... فحتما تصرفات هذه الآباء تكون سلبية وتعكس أضرار وخيمة في تشكل شخصية الطفل.
فالدروس التي نتعلمها من الوالدين، هي رسائل لنا كي نطبقها بطريقة جيدة، فأنا عن نفسي تعلمت أن أكون صبورة رغم أنني لم كذلك، وهذا الميزة علمتها لي والدتي، كذلك علمتني أن أواجه مخاوفي ولا أستسلم لليأس، عندما كنت أفشل في القيام بأمر ما، وهذا ما جعلني أنجح في عدة مجالات ،وأبي علمني كيف أن أعتمد على نفسي في أمور عدة ، رغم أنه في بعض الأحيان يكون صارما معي، فذلك علمني أن أكون حازمة ومنضبطة في الأمور التي أعملها، ومازلنا لحد الآن نتعلم منهم.
فضلكم يا والديّ عمّني حتى اللجم!
لا يمكن للإنسان أن يفي بحق والديه مهما فعل من الخير لهم وفي هذا امتنان عظيم لوالدينا يبدأ من اللحظات الأولى في حياتنا وحتى آخر الأنفاس، وأتذكر هنا أهم ما علمني إياه والدي -رحمه الله- حين كنت أتذمر له أكثر من مرة في موضوع ما فيطمئن قلبي قائلاً: " هذا قدرك أنت، وعليك أن ترضى، لأن الله اختار لك هذا وحين ترضى سيرزقك الله بالحل من حيث لا تحتسب."
ولعمري ما رضيت في أمرٍ، وسلمت أمري لله إلا ورأيت الحل يبزغ من بين العسر يسرا..
حقيقًة أنا من الأشخاص المحظوظة بوالديَّ ربما كوني الأقرب لهم أو لأنني الأكبر في العائلة، بعض النظر عن هذا الأمر، ففي المحصّلة تعلمت واكتسبت صفات من خلال دورس ومواقف في حياتهم:
- تعلمت من أمي الصبر إلى حد ما، لا أقول أنني صبورة في كل شيء، ولكن هناك مواقف تواجهني استطيع الصبر بها، وهذا كان بفضل أمي، ربما كونها أكثر شخص صبور رأيته في حياتي.
- تعلمت المسؤولية من أبي، وكيف أن أتحمل المسؤولية التي تقع على عاتقي، حقيقًة هناك مسؤوليات لم أكن يومًا ما أشعر بأنني سأتحملها ولكن كان هذا نتيجة ثقة أبي واصراره على أنني على قدر المسؤولية تمامًا وأن أتوكل على الله في ذلك.
- تعلمت الكرم والعطاء وأن الناس جلهم سواسية من أبي.أحيانًا أشعر بأن هناك بعض الأشخاص لا تستحق العطاء، ولكن أبي يردد لي هذه الكلمة بشكل دائمًا (تعاملكِ مع الله وليس مع البشر) هذه الجملة تلازمني دائمًا.
- تعلمت الاحترام واحترام الآخر من أمي وأبي، كلاهما يشعران بأنّ الاحترام هي أهم صفة للبشر وهي ركيزة العائلة الناجحة.
- تعلمت الكرامة والكبرياء ورفعة النفس من أبي، لعل أبي من الأشخاص التي يكون شعارها في الحياة (الكرامة هي ثروة الإنسان).
التعليقات