لأن الإدراة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا الشخصية و العملية، فكان عليّ معرفة الإجابة على هذا التساؤل، فبرأيك هل يُمكن اعتبارها فن؟ أم أنها علم؟
هل الإدارة فن أم علم؟
طرح علينا هذا السؤال أستاذ علم الإدارة بالجامعة بأول محاضرة، وكان جوابي عليه
أنها الاثنان معا، لكن أقدم الفن على العلم عند العطف يعني الإدارة فن وعلم
فالإدارة علم له أصوله وقواعده ونظرياته والتي خضعت للتجربة ونفس النهج بالبحث العلمي، لكن بنفس الوقت لن تجدي قائدا او مديرا ناجحا إن لم يكن لديه هذا الجانب الفني الفلسفي في التعامل مع العنصر البشري ومع المشاكل والتوافق مع المتغيرات والتعامل مع هذه الأمور بحنكة وذكاء.
لذا لن تجد مدير يتميز فقط بالجانب العلمي ناجح ومتفوق بعمله مثلما لن تجد مدير يتميز بالجانب الفني دون الاطلاع على العلم.
فتوافر الجانبين يكملون بعضهم بعضا.
الإدارة هي مزيج بين الفن والعلم من أجل إنجاز عملٍ ما مع أشخاص آخرين للوصول إلى الأهداف المرجوة؛ فالإدارة فن لانها تتطلب تطبيق المعرفة بحرفية، وهي علم لأنها تقوم على بعض المبادئ الأساسية.
ولكن برأيي أنها فن أكثر من كونها علم؛ فالمدير أو القائد الجيد هو القادر على تطوير بدائل فريدة، وابتكار أفكار جديدة تهدف لتلبية احتياجات مؤسساتهم، وهي المرونة والحرفية في التعامل مع الآخرين بانسجام وتوجيههم وتحفيزهم، وأيضًا يجب أن يتوقع التقلبات المضطربة والانعطافات في سير العمل ويبتكر طرق خارج الصندوق للتعامل معهم. لذا فالإدارة فن في الأساس، وكأي فن فإنها تُصبح أكثر فعالية بالطرق العلمية؛ فيمكن إثراء المواهب الفنية للمدير من خلال استخدام الأدوات والأساليب العلمية الصحيحة. ولكن كما تقول العبارة المشهورة «شخص أحمق ومعه أداة مفيدة، لايزال شخص أحمق»، فالشخص الذي لا يمتلك المهارات اللازمة للتعامل مع الأشخاص والقيادة لن تُفيده الطرق العلمية كثيرًا.
التعليقات