بسم الله الرحمن الرحيم.

ملاحظة: قد تكون مواضيعي غير مفيدة لبعضكم -أغلبكم، وقد تدعو لسخرية البعض، أنشرها فقط من أجل أن أتعلم؛ وقد يرغب أحد بالتعلم معي، ولا أظن أن تعلم الإنسان بعيبٍ.

قررت هذا الصيف تعلم النحو، الصرف، والبلاغة من جديد بعدما جعلني تعليمي المدرسي تائهًا بينهم، وأستعين الله في فهمهم، استشرتُ واستخرتُ مشاركتهم معكم؛ فهديتُ إلى مشاركة معكم موضوعًا كل يوم حول النحو، الصرف والبلاغة على التوالي بعد دراسته جيّدًا؛ فنذرتُ قبل البدء في أي شيء في يومي يجب أن أنشر موضوع كل يوم إلى الانتهاء من أغلب قواعدهم مادام لم يمنعني حائل -بإذن الله، وسأختر في الدراسة ألفية ابن مالك في النحو والصرف من عدة شروح، والإيضاح في علوم البلاغة للقزويني وكتب الأزهر للمرحلة الثانوية -لأنّ المنهج بها متطور عن القزويني؛ ولكي تفيدني في دراستي في العامين القادمين -بإذن الله، سميتُ السلسلة من أجل كتابة عربية افصح.

فنبدأ يومنا الأول في فهم أساسيات النحو؛ يستهلل ابن مالك ألفيته بالتحدث عنه وعنها ثم يبدأ بالشرح فيقول:

كلامنا لفظ مفيد كاستقم ** واسم وفعل ثم حرف الكلم

واحده كلمة والقول عم ** وكلمة بها كلام قد يؤم

-- ألفية ابن مالك الكلام وما يتألف منه

يقول ابن مالك أنّ القول يشمل الكلام، الكلم والكلمة:

الكلام:

من شرح ابن عقيل الكلام هو اللفظ المفيد -المفيد فائدة يحسن السكوت عليها، هذه بعض القواعد التي لخصتها:

  1. الكلام في مصطلح النحويين هو الفظ العربي الخارج من اللسان؛ بينما عند أهل اللغة مثلًا قد يكون الكلام على غير اللفظ؛ يقول تعالى في سورة آل عمران:

"قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ"

ويقول الشاعر:

أشارت بطرف العين خيفـة أهلهـا ** -إشـارة محـزونٍ ولــم تتكـلـمِ

فأيقنت أن الطرف قد قـال مرحبـا ** وأهـلا وسهـلا بالحبيـب المتيـمِ

  1. الكلام مفيد فائدة يحسن السكوت عليها:

لم يذكر ابن مالك أنّ الكلام يجب أن يفيد فائدة يحسن السكوت عليها؛ لكنه وضح ذلك في مثاله استقم وتقديره "استقم أنت"(الضمير الفاعل مستتر)؛ ومعنى ذلك أن لا يحتاج السامع إلى المزيد لكي يفهم المعنى المراد.

  1. الكلام يتكون من كلمتين فأكثر:

نحو "محمدٌ قائمٌ" ولا يشترط كون الكلمتان ظاهرتين كقول ابن مالك استقم.

الكلم:

الكلم عند اصطلاح النحويين هو اللفظ المتكون من ثلاث كلمات فأكثر ولم يحسن السكوت عليه نحو "إن جاء محمدٌ"؛ فلم يستفد السامع بعد، وهو أيضًا جنس مفرده كلمة،

الكلمة:

وهي عند النحويين مفرد الكلم وتنقسم إلى اسم وفعل وحرف، وقد يراد بالكلمة الكلام مثل قوله تعالى:

 حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ

ومثل قول الرسول محمدٌ عليه الصلاة والسلام:

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ : " إِنَّ أَصْدَقَ كَلِمَةٍ قَالَتْهَا الْعَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ : أَلا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا اللَّهَ بَاطِلٌ " .

الاسم

الاسم هو ما دل على معنى بدون زمن معين نحو محمدٌ، زيدٌ، عمر وعمرو، -وفي مرات قادمة إن شاء الله سنتعرف على علامات الاسم الجر، التنوين …

الفعل

هو ما دل على على معنى/حدث مقترنًا بزمنٍ -حاضر، ماضي أو مستقبل، نحو أتى، يأتي، سيأتي، -وفي دوسٍ لاحقة سنتحدث عن علامات الفعل …

الحرف

المراد بالحرف هنا هو حروف المعاني -مثل أحرف الجر وأحرف العطف- وليس بالحرف الأبجدي المكون للكلمة وهذا خلط شائع؛ حرف المعنى هو ما دل على معنى في غيره مثل حرف الجر عندما نقول "محمدٌ في المسجد" حرف "في" هنا ليس له معنى؛ لكن معناه أفاد في محمد -أفاد أنه في المسجد، ومثل حرف العطف عندما تقول حفظتُ الشعر والنثر؛ الواو هنا ليس لها معنى أيضًا؛ لكنها تفيد أنك حفظت الشعر بالإضافة إلى النثر.

أظن درسنا لهذا اليوم كان سهلًا سريعًا؛ غدًا -بإذن الله، سنتحدث عن الصرف والتصريف وعن أوزان الاسم الثلاثي المجرد.