البعض من الناس الجهلة والمتخلفين والمحاربين للـلغة العربية يقولون : "إن اللغة العربية قد غدرت بالمرأة في ستة مواضع"!

وهذا جهل وكذب وإفتراء …!

المصيبة إن بعض النساء النائبات والموظفات في مواقع ودوائر حكومية والمحاكم ومؤسسات معينة، بدأن يستخدمن مصلح "نائب" و "قاضي" مذكر بدلاً من "نائبة" و "قاضية" مؤنث، بسبب تلك الإشاعات الخاطئة!

وأبرز ما روجه المغرضون :

حي ← حية وتعنى إنثى الثعبان!

نائب ← نائبة وتعني المصيبة!

مصيب ← مصيبة وتعني الكارثة!

قاضي ←قاضية وتعني الموتة النهائية!

هاوٍ ← هاوية وتعني من دركات النار!

حنفي ←حنفية وتعني مفتاح المياه!

نرد عليهم في نقطتين أساسيتين :

الأولى : معاني المصلحات العربية تتغير حسب سياق الجملة ، والدليل موجود في القرآن الكريم :

مثال : كلمة "الدين" وردت بمعنى يوم القيامة (مالك يوم الدين) ، وبمعنى عقيدة الديانة (إن الدين عند الله الإسلام) ، وبمعنى حكم الملك أو قصره وحاشيته (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك) ، وبمعنى قرض (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين).

مثال آخر : كلمة "وراء" وردت بمعنى خلف (فنبذوه وراء ظهورهم) ، وبمعنى أمام (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينةٍ غصبا) ، وبمعنى غير (فمن إبتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) ، وبمعنى بعد (ومن وراء إسحق يعقوب).

● نجد هنا إن الكلمة نفسها وردت في عدة آيات بمعاني مختلفة وهذا لا يضر ولا يغير من المعنى الحقيقي الآخر المراد إيصاله وإيضاحه للناس.

الثانية : وظيفة النائب والقاضي هما خاصتان بعمل الرجال ولا يوجد في عصر فجر الإسلام وقبله بعده هكذا مراكز وظيفية للمرأة، بل هي خاصة وحكراً للرجال فقط.

وأما كلمة هاوٍ وهاوية فتأتي بمعنى يحب هواية معينة أو بمعنى ساقط نحو الأسفل. فلماذا لا نقول إن الغدر وقع على الإثنان؟

وكلمة مصيب ومصيبة ، فالصحيح يقال "أصاب" الحقيقة وأصاب الهدف وتأنيثها "أصابة".

● ونستنتج مما سبق إن المغرضين يريدون تشويه اللغة العربية الجميلة بأفكارهم الجاهلة الهدامة … لذلك لا حرج من إستخدام أي مصطلح مما ورد ذكره لأن الجملة هي التي تغير المعنى وليست الكلمة لأن للكلمة عدة معاني ولا يجوز التلاعب حسب الأهواء وتأنيث الكلمة المذكرة أو تذكير المؤنثة لأنه خطأ لغوي فاحش.