تعبتُ مِن المسيرِ ولستُ أدري
بدايتَهُ وَلا أعرف مَداهُ

ولا أدري أخيرٌ ذاك أمري
وَلا أدري بِشَّرٍ قد حواهُ

أتيتُ إلى الحياةِ بغيرِ عِلمٍ
وَكانَ القلبُ مسموعً بكاهُ

وَرُحتُ أسيرُ في الدنيا وحيدا
إلى قَدَرٍ بلا صوتِ نِداهُ

وَجُبْتُ الدَّرْبَ مَدفوعًا بِحلمي
وَفي الأحلامِ شَكٌّ وَاشتباهُ

أظنُّ إذا مَلَكْتُ الأمرَ يَومًا
بأني قد بلغتُ لِمنتهاهُ

وَأني إن أردتُ النَّجمَ دَوْمًا
سأبلغهُ وَأسكنُ في سَماهُ

وَكادَ الظنُّ أن يَغدُو يقِينًا
وَكادَ الظنُّ أن يَمحوَ شِقاهُ

طننتُ وَما عَلمتُ بأنَّ حُلْمي
بِلا قَدَمٍ تَسيرُ بِهِ خُطاهُ

وَأنَّ الحلمَ قد أمسى بَعيدًا
وَأنَّ القيدَ قد أدمى يَداهُ

وَأنَّ الفَجرَ لَم يَأتِيهِ نورٌ
وَأنَّ السَّعيَ لَم يَبلغْ مَداهُ

وَسهمُ المَوتِ قد أدنى قَريبًا
فَيا أسفا لقلبي إن رماهُ

ُّرأيتُ الناسَ مِن حولي تَئن
وَيحملُ ذاكَ حُزنًا في ثَناهُ

ٰوَذاكَ يَعيشُ في ماضٍ تَولى
وَيأبى أن يُفارقَهُ هواهُ

ٰوَذاكَ يتوهُ في صَمتٍ تَمنى
يُعانقُه حبيبًا قد جفاهُ

ألا إن مِتَّ شَوقًا أو سَقمتَ
فلن يأتيكَ رَدٌّ إن نَسَاهُ

وَمَظلومٌ أتاهُ الظُّلمُ فيضًا
من الظُّلماتِ لا يَعرفُ مَداهُ

تَضرعَ بالدعاءِ فَنالَ خَيرًا
وَمُنصورًا كما وَعدَ الإلهُ

وَذاكَ جَهولٌ قَومٍ قَلَدوهُ
فسادَ القومِ سفكًا مِن دِماهُ

أتاهم كي تَقرَ به عُيونٌ
فَزادَهُم جَحيمًا مِن قِناهُ

فلو عَشَوا هنالكَ أهلُ بِرٍ
لَكَانو خَيرَ قَومٍ في رُباهُ

وَلكن سَاء منهم كُلُّ فِعلٍ
وَمِن ذاتِ الفَعالِ يَكُن صَداهُ