تقول الشاعرة المعاصرة نازك الملائكه:

"إنها ليست حركة التجديد بل تعديل في نظام من أجل أن يلائم التعبير الجديد. لذلك سمي” الشعر الحر” أي الشعر الذي تحلل من قيود الأوزان العروضية ومن نظام القوافي"

نازك الملائكة، هي احد رواد الشعر الحر أو شعر التفعيلة،

لقد مررت بهذه المقولة مرات عديدة وناقشتها مع نفسي، وحاولت أن أناقشها معكم في هذا الصدد،

إن نازك الملائكة تعبر من خلال مقولتها عن قضية التجديد في الشعر العربي، إنها لاتعتبرها تجديدا بقدر ماتعتبرها حركة لتعديل النظام الشعري حتى يلائم التعبير الجديد،

في الحقيقة نجد أن مقولة نازك الملائكة، تحمل أبعادا كثيرة وتسطر أمورا عديدة، ربما لخصت لنا نازك الملائكة قضية التجديد في سطر واحد، بالفعل، نجد أن الشعر الحر قد جدد في القصيدة ربما لهدف كان غرضه أن يلائم الشكل المضمون، وأن تصبح القصيدة مجرد وحدة كاملة يعبر من خلالها الشاعر المعاصر عن قضاياه الإجتماعية،

في الحقيقة أرى أن هذه الطائفة سعت إلى التمرد على الشعر التقليدي بصفة كاملة ليخدم قضاياها الإجتماعية وليصبح المضمون متلائما مع شكل القصيدة، ومع حرية التعبير،

لقد تحرر الشاعر المعاصر من قيود الشعر القديم، حتى يستطيع التعبير بكل حرية دون وجود قيود تمنعه، لذلك جدد على مستوى الأوزان العروضية، وتخلى عن وحدة القافية لأن وحدة القافية تعد عائقا بالنسبة له،

في الحقيقة لقد أضاف شعراء هذا العصر إلى الشعر مايسمى بالدفقة الشعورية أو النفس الطويل الذي يسمح للشاعر التعبير بكل حرية دون قيود القافية أو وحدة الوزن،

تقول الشاعرة:

سكَن الليلُ

أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ

في عُمْق الظلمةِ تحتَ الصمتِ على الأمواتْ

صَرخَاتٌ تعلو تضطربُ

حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ

يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ

إنها أبيات شعرية لنازك الملائكة تعبر فيها عن مأساة الشعب المصري في ظل الكوليرا، نلاحظ أنها أبيات جددت فيها الشاعرة على مستوى الشكل والمضمون.وعالجت قضية اجتماعية تخص المجتمع المصري.

لذلك يمكن أن نستنتج أن اسم شعر التفعيلة قد تم استخلاصه من هذا المنطلق، " كسر قيود الأوزان التقليدية التي كانت تكبل الشاعر المعاصر.

في رأيكم هل أنتم متفقون مع نازك الملائكة التي عبرت عن التجديد بأنه حركة تعديل ليلائم الشكل المضمون ؟

هل تغنينا الدفقة الشعورية عن نظام الشعر التقليدي الذي مزج بين ألوان مختلفة من الأغراض الشعرية ؟