منذ الطفولة وأنا وضعت نفسي في شقاء لا ينتهي، كنت أرغب أن أكون متفوق وقد كان، ثم من الأوائل وقد كان، ثم ماذا عن حفلات تكريم الموهوبين ولماذا لست بينهم؟ بعدها بعامين وبتدريب أنا الأول على الجمهورية في كتابة شعر الفصحى والمسرحيات الغنائية للأطفال.

في الأسرة رحم الله والدي ووالدتي كنت الأفضل عندهم، في العائلة كذلك يحبني الرضيع والعجوز، في العمل نافست وخلال سنوات من متطوع لمدير فريق تنفيذي وأصبحت الأصغر عمراً في هذا المنصب.

عندي أمور لا تحصى فعلتها بشقاء تستحق الفخر، ولكن الأزمة أنني لا أعرف الفخر والامتنان على ما حققت من نجاح، بمجرد أن أضع قدمي على نقطة الوصول للهدف يخلق عقلي غيره واركض وكأنني لم أفعل شئ.

تماماً كفأر هامستر يركض على عجلة داخل قفص وهو يعلم أنه مهما ركض لن يصل ولن يستريح فقط ينقطع نفسه وتتورم أقدامه بلا توقف أو راحة.

فما الحل هنا عندما يتحول السعي لاضطراب ونعجز عن التفريق بين الطموح والسعي المزمن خلف أي قمة!