ماذا افعل عند حدوث مشكلة بين والداي؟

واعرف انا نوايا الجميع طيبة بإذن الله وقد يفكرون بذكر طرق لمساعدتي في حل مشاكل والدي لكن ارجو منكم عدم ذكرها او محاولة اعطائي حلول، جربت عدة اشياء لكن لم يتغير الوضع بطريقة جيدة.

لم أفهم ما الطريقة المناسبة لأجيبك، لكني سأنصحك بما أعرفه.

ففي العائلة على كل فرد منا أن يلتزم بمسؤولياته تجاه نفسه، إخوته، تجاه والديه أيضا، فالابن والابنة مطالبان ببرّ والدهما، واحترام نفسيهما، والوالدان مطالبان بتربية أبنائهما أحسن تربية.

المشاكل الزوجية والعائلية لا شكّ في أنها في كلّ مكان، ومنذ الأزل وهي موجودة ولا توجد عائلة إلا وفيها قليل من هذه المشاكل، وهذا غيض من فيض، فالعديد من المشاكل الكارثية لا يسعنا ذكرها هنا لكنها تحدث بالفعل.

أما الحلول التي ذكرتها، فكلها بالنسبة لي خاطئة، فأول الحلول، فقد ذكرت بأنك ستذهب لحل المشكلة بالقوة وإيقاف ما يحدث، وهذا لن يقود الأمر إلا للهاوية، وسيزيد من الطين بلة، فتدخلك ليس وجيها، وليس حكيما في ذات الوقت، وعزة نفس أبيك قد ترفض تدخلك وتصبح أنت في خانة المخطئ وتنتقل المشكلة من والديك إليك.

أما الثانية، فتجاهلك ليس حكيما تماما، وليس حلا على الإطلاق، ولقد قلت بأنك لم تستطع التجاهل بالفعل.

أما الثالثة فهي كارثية وغير منطقية، الانتحار بوابة لنار جهنم والعياذ بالله، وليس لمؤمن أن يفكر في هذا الأمر من باب التفكير فكيف من باب الفعل، فأنصحك بعدم التفكير في هذا الأمر من الأساس، لكونه مهلكة للمرء في آخرته قبل دنياه، فهو ليس بحل على الإطلاق.

أما ما أنصحك به، ولقد نشرت مساهمتك في مجتمع "انصحني" أن تحاول تغيير الموضوع الذي يتشاجران من أجله بأي طريقة متاحة، حاول أن تتدخل بأسلوب حكيم وتيّغر الموضوع، ثم يمكنك أن تنصح والدتك أو والدك على انفراد بأسلوب لا يشعر أي طرف بالإحراج من أن ابنه هو الذي يقوم بنصحه، كأن تقول له، بأن والدتي عاطفية وسوء الفهم بينكما هو السبب في تلك المشاكل اليومية.

وبالتوفيق لك.

مهما يكن يبقى الأب والأم والداك ولا يمكنك أن تقلل من شأنهما بالتدخل فيما يتحدثان فيه أو حتى يتجادلان حوله، لكن كما قال الأخ ياسر، يمكن أن يتم الأمر بودية أكثر فعوضا من بقائك مكتوف اليدين دون حراك، أو تقدم على فعل أمر مشين يمكنك أن تقوم بتغيير الموضوع بشكل لا يحسّان فيه بما تقوم به.

لكني أتفهم الأمر فقد لا يكون هنالك قدرة أو جرأة على ذلك، فلكل عائلة وخصوصيتها، ولا أحد غيرك يعرف كيفية التعامل معهما، لهذا فحينما تغيب عنك السبل حاول أن تلجأ إلى القرآن الكريم وإلى المسجد ففيه طمأنينة كبيرة، وشفاء للصدور، سيساعدك كثيرا على الابتعاد عن الأجواء المشحونة وتركز أكثر على عملك ودراستك وحياتك.

قد يكون من الصعب جدا تغيير الاهل من قبل الابناء، أتفهمك جدا في هذه النقطة، ولهذا صراحة لا أنصحك بالتدخل بينهما طالما لم يتصاعد الأمر بشكل مبالغ فيه، وبالنسبة لك أنصحك أن تحاول تقبل وضعهما، ثم التركيز على نفسك واهدافك لأنهما مخرجك للاستقلالية وبناء الحياة التي تريدها، اذا كنت مازلت تدرس ركز على دراستك وتقوية مهاراتك، وإذا كنت تعمل فحاول التخطيط للاستقلال اذا كان راتبك يسمح لك بذلك في الوقت الحالي، أو يمكنك البحث عن فرص السفر للخارج سواء للعمل أو الدراسة، تجربة السفر والاندماج داخل مجتمعات مختلفة هي تجربة غنية ومفيدة وستصنع منك شخص آخر تماما.

تقريبا أغلبنا مرينا على نفس الحالة، و لا أقول أن هناك حل قطعي لها لأن الأمر يختلف من عائلة إلى أخرى و على حسب درجة قرابتك من والديك، و لكن الحل الحكيم هو أن لا تدخل فيما بينهم في لحظة المشكلة، خصوصا إذا كان السبب تافه و هذا يحدث كثيرا، لأنه بعد يوم ستجد أنهم رجعوا إلى طبيعتهم، و لكن من خلال ملاحظتك للمشكلة بالتأكيد يمكنك معرفة الطرف الخاطئ، حاول التحدث معه على إنفراد و حتى نصحه بطريقة غير مباشرة.

أرجو أن لا تكون الطريقة الثالثة حلاً مهما حصل أما الأولى فبالتأكيد غير مناسبة وربما تزيد الطين بلة وبالنسبة للطريقة الثانية وهي التجاهل فربما تكون ناجعة في سنوات العمر الأولى أي ملائمة لطفل لا يزيد عن سبع أو ثماني سنوات حتى بهذا العمر أرى أن هناك طريقة أفضل وهي أن يقوم الطفل باختضان أحد أبويه ومحاولة استعطافه ليتوقف عن الصراخ والمشاجرة فإن لم تصلح يحتضن الآخر وإن كان الولد كبيرًا بما يكفي ربما يهتدي لفكرة هو وأخوته ليخرجا أبويهم من أجواء التوتر والغضب كإحضار كأس من العصير لكليهما أو التظاهر بالكلام على الهاتف بصوت عالٍ وتبقى لكل أسرة طبيعتها وبنيتها الداخلية الخاصة.