إستراتيجية التوكيد مقابل إستراتيجية التعرض للصراع النفسي .. أيهما أختار ؟

في حالتك عماد أعتقد أن استراتيجية التوكيد تساعد في تحسين المزاج والتفكير الإيجابي، ويمكنها أن تكون مفيدة في تخفيف مشاعر اليأس والقلق والرغبة في الانتحار التي تراودك.

لكن من الضروري أيضًا التفكير بشكل واقعي واتخاذ خطوات عملية لتحسين وضعك المالي والمهني. يمكن أن يكون التوكيد جزءً من هذه العملية، وليس بالضرورة أن يكون متعارضًا مع السعي لتحقيق التغيير.يجب أن تسعى إلى الحفاظ على توازن بين التوكيد الإيجابي والسعي لتحسين وضعك.

فيمكنك البحث عن وسائل لكسب المال في حين الحفاظ على الرضا والتوكل على الله، ليس للإنسان إلا ما سعى، وأعتقد أنك شخص مطلع ولديك خبرة كافية توجهك للطريق الصحيح، حاول أن تستغل إمكانياتك ومهاراتك إن كان يمكنك الاعتماد عليها بالعمل الحر مثلا، أو أي مسارات أخرى.

التفكير في المشاكل بهدف إيجاد حلول لها لا يتعارض مع الامتنان للنعم قيد أنملة، وبالنسبة للرأي الذي يلقي الضوء على الدول المنكوبة وأحوال شعوبها فهو رأي قاصر نوعًا ما، لأن حالة الأفراد في تلك الدول هي ظروف قهرية ولا تتوافر لهم سبل السعي ومقومات التغيير، بل إن من يجد منهم فرصة للتطوير أو السفر فإنه لا يتوانى، فبأي منطق الآن نتجاهل ما نتعرض له من عقبات تعرقل سير الحياة؟

السؤال الذي يجب أن توجهه لنفسك الآن هو لماذا وصلت لهذه المرحلة؟ ما الذي دعاك للتخلي عن عملك وما الذي يحول بينك وبين البحث عن مصدر دخل جديد؟ وماذا بشأن مشاريعك الرقمية التي كنت أعلنت عنها هنا من شهور؟

يخبرنا التوكيد ببرمجة دماغنا على الكف عن التفكير في المشاكل والامتنان لبعض الامور والنعم التي نملكه، أليس هذه التقنية تقتل الطموح أو السعي لتغيير الواقع ؟

لا يمكن للتوكيد الإيجابي أن يحل كل مشاكلك، ولا يمكنه أن يغير الوضع الذي تعيش فيه. لكنه يمكنه أن يغير طريقة تفكيرك في هذه المشاكل والوضع، وبالتالي يمكنه أن يغير ردود فعلك وسلوكاتك.

بحيث إذا كان عقلك مليء بالأفكار السلبية، فستشعر بالضعف والخوف والانزعاج. وستجد صعوبة في مواجهة التحديات، وستفقد الأمل في المستقبل. وستضيع فرص كثيرة لتغيير حياتك إلى الأفضل، و إذا كان العكس فستشعر بالقوة والشجاعة والرضا. وستجد حلا للمشاكل، وستثق ايضا في قدراتك على التغلب على الصعاب.