تأتي هذه المرحلة بعدما بنضج المرء سواء جسدياً وذهنياً كان أم دراسياً،النضج هذا ماهو إلا تأهيل للمرء لتقبل التعلم بنطاق أوسع، وخروجه من بيئته المحيطة للتعرف،ولتجربته الشيقة والمجازفة،مروراً بوعيه المكتمل لتحديد مايريد، ومع من يبقي،يري المرء الحياة بعين، وتفكير أخر على عكس رؤيته للأمور مسبقاً،والواقع محاولاً أن يجمله إن أمكن ذلك متصالحاً معه،سيتماشي مع مايريد ليهدأ ضجيج رأسه،ويستعيد طمأنينته،كل مايهم هو راحة البال،ولا يبالي أن قطع علاقاته المؤذية المثيرة بداخله الريبة، والشكوك بأنه يستحق ذلك منه،سيعتزل ما يؤذيه، مركزاً علي طريق نجاحه،باذلاً قصاري جهده في إثبات أنه يستحق،بل وتصدق نفسه ذلك، وتؤمن به،بعدما يضع نفسه في رهانات، وتحديات لإثبات ذاته لأجل أن يهدأ ضجيجه،ولكن لايهدأ العالم قط،فلكل شخص تفكير،وأحاديث يلقيها بداخله فيهدم كل ماحاول بنيانه.

منة محجوب