بعد سنوات طويلة ذهبت بلا تطوير ذات قررت البدأ بتطوير نفسي في عملي و شخصيتي و كافة جوانب الحياة و ذلك بالقراءة و سماع البودكاست و مشاهدة الفيديوهات الهادفة و لكن كيف لا انسى محتوى الكتب و الفيديوهات و استفيد منها؟
تطوير الذات
قد لا يكون لديّ عصا سحرية في هذه الأمور ولكن لديّ بكل تأكيد التطبيقات والأمور التي أقوم بها أنا أصلاً عندما أقوم بنشاط التعلّم والمتابعة سواء لمتابعة اختصاصي أو لمجرّد تحصيل خلفيات معرفية مهمة في الحياة، واحدة من أهم الوسائل التي أقوم بها عادةً هي تدوين الملاحظات بطريقة منطقية بالنسبة لي، أي لا أسجّل فقط الملاحظة التي أقرأ، بل أسجّلها بطريقة تعني لي شخصياً، بالطريقة أو الزاوية التي رأيت الأمور منها، مؤخراً دخلت في مشروع كبير فيه الكثير من القراءات وأذكر أنني قد استعنت بأمر غريب عليّ تقريباً، وهو أن أقوم بعمل خريطة ذهنية للمعلومات التي أتلقاها، ساعدني هذا على تصور العلاقات بين هذه المعلومات وعلى إعمال عقلي أكثر فيما أتعلّم وبالتالي احتمالية تذكّر أعلى بالمستقبل.
احتفظت بأهم معلومة إلى آخر الأمر، وهي أنّني بعد بحث طويل في هذا الأمر تبيّن لي فعلاً بأنني قد أستوعب أي معلومة بشكل أكبر بكثير وأتذكّرها لوقت أطول بكثير بمجرّد أنني قد قمت بتعليمها، للأسف ليس لديّ طلاب دائماً متوفرين لي للقيام بهذه العملية ولذلك هنا تبرز أهمية مواقع التواصل الإجتماعي، أكتب محتوى عن الأمور التي أتعلّمها باستمرار وهدفي الأول ليس المشاركة بل التعلّم والتذكّر بشكل أفضل عن طريق هذه العملية.
كيف لا انسى محتوى الكتب و الفيديوهات و استفيد منها؟
الأمر بسيط جدا، بالممارسة، طبقي ما تعلمتيه في هذه الموارد في حياتك، أو تحدثي عن الكتاب الذي قرأتيه مع اصدقائك، وهذه استراتيجيات أقوم أنا فعلا بها، وعموما أتذكر احصائية قيلت، أن 10% مما تقرأينه تتذكرينه، و50% مما يتم رؤتيه وسماعه يمكن حفظه، و70% مما تقرأي وتسمعي وتشاهدي عنه تحفظينه، أما الممارسة تجعلها تصل إلى 90%.
بالتطبيق العملي.
ليس عليكِ أن تقلقي عزيزتي فكل المُدخلات ستأثر بكِ وسيظهر ذلك مع النمو الشخصي التدريجي لكِ في الحياة ونضج شخصيتك. ستلاحظين الفرق على أية حال حتى وإن لم يكن هذا الفرق واضح بشكل مباشر. هل فهمتني؟
إذًا كيف يكون التطبيق العملي؟
- كل كتاب تقرأينه أو مقطع فيديو هادف تشاهدينه أو حلقة بودكاست تستمعين إليها عليكِ تناولها بنظرة تحليلية وسؤال نفسك هل فعلًا تتفقين مع هذه الأفكار أم لا. لا تخشي النقد أو رفض الفكرة أحيانًا؛ فليس هناك ما يُقدس سوى الكتب السماوية.
- الأمر الثاني أنّ عليكِ إسقاط الأفكار على حياتك والتفكير في طريقة تستغلين بها الصالح من هذه الأفكار لتغيري به نظرتك إلى الحياة وتعدلي وجهتك.
- ولا تنخدعي بآراء العامة وترشيحاتهم طبعا. لقد قرأت كتابًا تحدث عن الكثيرون وحتى أن زميلة هنا قامت بترشيحه لي، ولكن تخيلي ماذا؟ لقد كان بشعًا، بشعًا بأفكاره وبأسلوب سرده وبكل ما فيه! ما إن انتهيت منه حتى ذهبت إلى صفحة الكتاب على جودريدز وقيّمته بأسوأ تقييم.
التعليقات