وقعت في مشكلة، عندي فرصة مميّزة حالياً تجعلني مضطراً لترك عملي، لكن هذه الفرصة أشبه بمغامرة، قد لا يعجبني العمل في مكاني الجديد، قد أواجه الكثير من المشاكل، ولذلك أسأل بناءً على معارفكم وتجاربكم الخاصّة، كيف يمكنني أن أستقيل من عملي دون أن أخسر باب رجوعي إليه في حال فشلت خطوتي التالية؟
كيف يمكنني أن أستقيل من عملي دون أن أخسر باب رجوعي إليه في حال فشلت خطوتي التالية؟
مع أنًي لا أحب شخصياً الطرق الملتوية وأفضل الصراحة، إلا أنه يمكنك أن تطلب إجازة من مديرك على أن تختبر فيه عملك الجديد ومدى راحتك فيه و قبولك له. ولكن أنا ممن لا يحبون المغامرة عندما تأتي حتى ولو في جزء منها على حساب آخرين معلقين في رقبتي. قد أغامر بنفسي أو بمصدر رزقي وأجرب مصادر عمل أخرى ولكن بشرط ألا أكون مُعيلاً أو أكون قد أمنت نفسي ومن معي طيلة سنة مثلاً لتحميهم غائلة الشعور بنقص في حاجة مما تعودوا عليها. أنت قد تستطيع أن تصبر على نفسك و تقسو عليها بالحرمان وبغيره أما غيرك فهم قد لا يملكون طاقتك على الاحتمال و الصبر.
مع أنًي لا أحب شخصياً الطرق الملتوية وأفضل الصراحة، إلا أنه يمكنك أن تطلب إجازة من مديرك على أن تختبر فيه عملك الجديد ومدى راحتك فيه و قبولك له
لكن هذه طريقة غير احترافية تمامًا، وعذرا ليس بها أي احترام لمكان العمل الذي أعمل به، فمن المفترض أننا نقيم الفرص بطريقة موضوعية، فطالما ضياء فكر في فرصة أخرى فلديه مشكلة حقيقية بعمله الحالي إما ضعف الراتب، أو زيادة المهام، أو أنه لا يتطور بوظيفته وبالتالي لديه نقاط يريد أن يحصل عليها كميزات بالعمل الجديد، وطالما قال مميزة إذن بها مميزات تفوق عمله الحالي، لكن ما أوقفني فكرة قد لا يعجبني العمل وهي كلمة أو جملة أراها ليست سببا موضوعيا، فكل وظيفة معروف تماما المهام المراد منها بل وتكون موضحة بتفاصيل الوظيفة، يعني مدرك تماما ما الذي سيطلب منه، وبناء على ذلك وتقييم الفرص المتاحة أمامه بموضوعية يمكنه اتخاذ القرار مباشرة
فمن الاحترافية أن يخبر مديره بأنه سيترك العمل قبل ذلك بشهر أو على الأقل بأسبوعين ليتمكن مديره من تفويض مهامه لزميل آخر أو تعيين بديل، ثم ينتقل للعمل الجديد إن وجد به المزايا التي يطمح لها، وبكل بيئة عمل تحديات ولكن طالما الميزات الأساسية متوفرة يمكن التأقلم مع البيئة الجديدة بتحدياتها، أم لو كان يفضل البقاء في منطقة الراحة فليستمر بعمله القديم ولا يتقدم للفرصة الجديدة.
إلا أنه يمكنك أن تطلب إجازة من مديرك على أن تختبر فيه عملك الجديد ومدى راحتك فيه و قبولك له
لا يوجد أي صاحب عمل نهائياً قادر على تقديم هذا النوع من التنازلات، هو بالكاد يقبل الاستقالة عادةً كمدير فكيف يمكن أن يعطي مثل هذه الضمانات التي لا أعتقد إن قبلها أن تكون من باب الاحترافية بل من باب أنّني كمستقل صرت بالنسبة له مثيراً للشفقة بكل ما تعني الكلمة من معنى، لإنّ الاحترافية لا يمكن أن تناقش هذه الموضوع، أول ما يجب أن يكون أصلاً لدى أي موظف عادي هو ال SOFT SKILLS ومنها القدرة على اتخاذ القرارات تحت الضغط وأنا للصراحة لا أملك هذه القدرة ولذلك أسأل، على أنّ إجابة حضرتك برأيي أثقل من أن أستطيع طلبها.
قد لا يعجبني العمل في مكاني الجديد، قد أواجه الكثير من المشاكل
هذه الجملة هي مربط الفرس في الموضوع كله..
والأسئلة التي يجب أن تسألها لنفسك هي:
- (لماذا؟) لماذا قد لا يعجبك العمل الجديد؟
- إلى أي درجة يمكن أن تؤثر هذه المشاكل على سير عملك الجديد واستمرارك به؟
- هل هذه المشاكل مؤقتة وربما تزول بعد فترة أم هي مشاكل دائمة؟
- هل جربت التفاوض مع مديرك الحالي بشأن زيادة في الراتب أو تحسين أوضاعك في العمل؟
وأخيراً لا تقلق من أمور الرزق طالما تسعى دائماً وتأخذ بالأسباب، فالرزق محسوم أمره ومضمون من رب العالمين، فقط عليك أن تسعى وألا تتكاسل وتتراخى وتجلس في المنزل وتنتظر أن تمطر ذهباً، وطالما أنك تسعى وتنتقل من عمل لعمل أفضل فهذا من السعي المحمود بإذن الله وأسأل الله لك التوفيق.
(لماذا؟) لماذا قد لا يعجبك العمل الجديد؟
لإنني وبكل صراحة أهتم ببيئة العمل بأكثر مئة مرة على الأقل من العائد المادي له، لكل شخص تفضيلاته ولا يمكنني أن أتجاوز هذه التفضيلات التي عندي والذي جميعها أساسها نفسي بحت، حيث أنني لا أستطيع مثلاً العمل ضمن بيئة ضاغطة من المهام المستعجلة، أحب أن أشتغل ضمن جبال من المهام على أن لا تكون تحت ضغط التسليم المؤقت الـ DEADLINE ولا أستطيع أيضاً التعامل مع المُدراء الذين يتعاملون بطرق جافة أو الذين يقيمون اختلافات كبيرة بين الموظفين بناءً على تفضيلاتهم الشخصية لا العمل الحقيقي والجودة والانتاج، هناك الكثير منالأمور الأخرى، على أنّ جميعها يحكمها الطابع النفسي.
أقدر جداً متطلباتك النفسية وشعورك، ولكن صدقني، كل شيء أساسه نفسي يمكن التغلب عليه وتقويمه لصالحك مهما كان، بعكس الأمور المادية قد تعيق تحقيق الكثير من النقلات الجيدة في مسارك الوظيفي.
مررت بتجربة قاسية منذ فترة وانتقلت من صاحب عمل (مشروع صغير) إلى موظف لدى الغير في مشروع مشابه ولكنه (مشروع كبير)، ورأيت من العجرفة والضغوط والأساليب الملتوية والجافة وغيرها من منغصات العمل كثيراً جداً، وعانيت الكثير واكتأبت لفترة، ولكنني والحمد لله وبتوفيق من الله وحده وبعد الأخذ بالمشورة من الكبار ذوي الخبرة وبتعليمات مختصي علوم النفس والسلوك، استطعت تجاوز الأمر وتطويعه في صالحي واكتسبت كمية من الخبرات لو مكثت في مشروعي الخاص عمراً كاملاً لما تعلمتها.
أحياناً نتخيل وجود حاجز صعب ونقنع أنفسنا أنه مستحيل العبور، ولكن مع الصبر والمقاومة والعزم ينهار ذلك الحاجز شيئاً فشيئاً ونصل إلى مبتغانا ونشعر بنشوة الفوز.
واكتسبت كمية من الخبرات لو مكثت في مشروعي الخاص عمراً كاملاً لما تعلمتها.
لست مقتنعاً بالصراحة بأنني عليّ أن أضحّي في المسائل النفسية مقابل تحقيق المكاسب المهنية، لا أرى الأمور على هذا النحو، تغيّرت على هذه النظرة، حيث أنني الأن صرت أرى العالم مليء بالفرص والأمور التي يمكننا استغلالها، ولا داعي نهائياً أن نتورّط في أعمال تأكل من صحّتنا النفسية وتصحبنا في مزاجات سيئة.
أقدّر تجربتك فعلاً، ولكنني أبحث عن طريق أكثر أماناً بعيداً عن المنغّصات التي أستطيع تفاديها بالقرار المسبق والوعي فعلاً لأهمية صحّة بيئة المكان الذي أعمل به.
التعليقات