هل علينا ان نختار دراسة المجال الذي نحبه ام المجال الذي سوف يضمن لنا حياة مستقبلية مرفهة ؟

سأخبرك قصتي مع هذا السؤال، ويمكن أن تعرفي منها الجواب:

أنا كانت ميولاتي أدبية منذ الإعدادية رغم أني تفوقت في كل المواد، في الثانوية تم تحويلي إلى الشعبة التقنية قسرا، بسبب أن المدير والنيابة رأته صوابا..

رفضت الأمر المرة الأولى، وتخصصت في الأدب، ودرست ثلاث سنوات، واصطدمت بواقع أن من يختار الشعبة الأدبية سوى من يكره الدراسة، وأن لا آفاق لها، لذا بعد الثانوية أعدت النظر باحتيار تخصص يضمن لي حياة كريمة..

لذا كان الاختيار وقع على القانون، شعبة أعمال الرفاهية بامتياز، القضاة، المحامين، المنتدبين، المفوضين، المحققين، الشرطة..

كلها أعمال ومهن رائعة..

وأكملت رغم أن ميولاتي أدبية ولا تزال، والآن بعد 6 سنوات وبعد إنهائي الماجستير بحوالي 90%..

عدت مجددا للأدب، لا أستطيع أن أبتعد عنه مهما فعلت، وأخطط أن أبحث عن وظيفة تخص الكتابة والإبداع، وأن أنشر بالموازاة أعمالي الأدبية والروائية..

لذا اختاري ما ترغبين به فقط، لا تهم الرفاهية، لأنك ستندمين عن ما تركتي، والحال أنها حياة واحدة فقط عزيزتي

كُنت سابقًا أسمع بأن الطالب يجب أن يدرس التخصص الذي يستهوية ويميل إليه وكانت لديّ القناعة التامة في ذذلك، ولكن الآن أعترض على هذه المقولات، فلم اعد مقتنعة بها البتّه، قد تسألني لماذا؟ لا تقلق سأخبرك،

البطالة والفقر المدقع وبناءً عليه يوجد هناك تخصّصّات لا يحتويها سوق العمل، جعلتني أقتنع بأن الطالب يُفضل أن يتخصّصّ في المجال الذي عليه طلب في سوق العمل فقط، يستطيع الشخص أن يبذل جهد كبير في سبيل النجاح في هذه التخصّصّات طالما أنه عقد النية على الدراسة.

تخيّل أن طالب أنهى تخصصه الجامعي وفقًا لرغبته وليس وفقًا لسوق العمل، بمعدلِ عالِ ولكن انضم لطابور البطالة أو العاطلين العاملين، في حين أن هناك طالب أنهى دراسته في تخصص عليه طلب في سوق العمل وحتى لو كان بمعدلِ ليس بالجيد ولكن الآن انخرط في سوق العمل، بالطبع الطالب الثاني هو الذي حالفه الحظ.

لِذا اذا كان تخصص الرياضيات عليه طلب في سوق العمل ينخرط به أم إن كان الطب هو الذي عليه سوق العمل فيختاره وفقًا لوجهة نظرى التي اقتنعت بها مؤخرًا.

افضل اختيار المجال الذي احبهأ اذا احببته سأبدع فيه كثيرًا وسأصنع لنفسي اسمًا جيدًا فيه وبالتالي سأصبح من رواده

افضل الحصول على المال والحياة وانا استمتع

اجمعي بين الفرصة والقدرة والرغبة....

ابحثي جيدا عن المجال الذي يجمع اكبر قدر من النقاط في هذه المقاييس ....

ثم استخيري وادخلي المجال ...

دراسة ما تحبينه دون فرص عمل هو متعة غير مفيدة قد يودي الى الفقر

دراسة ما له فرص عمل ولكن لا تحبينه هو عذاب مرهق قد يودي الى الفشل

دراسة ما هو تقليدي واعتيادي دون استغلال الفرص قد يودي الى الندم

أنا أحب المجال الذي يضمن لي حياة مستقبلة مرفهة، فما الذي يجعلني أفضل مجالا على أخر أو أحب مجالا وأكره أخر، أنا أحب المجال المربح الذي يمنحني أكبر قدر من المميزات والحياة الكريمة، والذي سأتمكن من التطور والتقدم فيه، وقد كان هذا هو دافعي لاختياري مجال هندسة الاتصالات.

لا أؤمن أبدا بأفكار اتباع الشغف وغيرها وأرى أنها طفولية وغير عملية بشكل كبير

صعب جدًا أن يدرس الإنسان شئ يكرهه أو غير مقتنع به وليس لديه شغف ناحيته، ولكن ماذا لو شغفك سيقودك إلى طريق لا يضمن لك مستقبل جيد ووظيفة تضمن لك حياة مستقرة؟. أنا من موئدي فكرة اختيار الشخص للمجال الذي يضمن حياة مستقبلية مرفهة. التفكير في المستقبل واتخاذ القرارات في هذا الموضوع يتطلب العديد من التضحيات. أنا على سبيل المثال كنت أنوى أن أدرس Bioinformatics ووجدت هذا المجال ممتع جدًا، ولكن مجالات العمل فيه قليلة جدا في دولتي. لذلك قررت أن أدرس الطب بعد هذه الحيرة.

أرى أن اليوم أصبح الأمر سهلا وأكثر وضوحا، خصوصا عندما إقتحم مجال العمل الحر الساحة، بإمكان لشخص أن يختار تخصص يضمن له حياة مرفهة وبين تنمية مهاراته لخوض المجال الحر، يضرب عصفورين بحجر واحد ولايترك شيئا.

شخصيا إخترت التخصص الذي أحبه "إعلام" ولم أجد صعوبة في ذلك، بل حفزني هذا الأمر لتنمية مهارات لكل ما له علاقة بالمجال.

من يقول: اتبع أحلامك وأتبع رغباتك بالتأكيد يعيش في احلام وردية فالواقع في جهة وهذا الكلام في جهة, يمكنك اختيار المجال الذي تريده لكن تأكد انه اذا لم يكن يتوافق مع الطلب في السوق فانك أنت الخاسر في النهاية.

قد يقول لي شخص, طيب العمل الحر؟ لم يبقى شخص في الكرة الأرضية الا وسمع بالعمل الحر والبعض دخل به, وفيه منافسة شرسة جدا, خصوصا في المواقع العالمية مثل: Fiverr, Upwork, Freelancer .. في خمسات الموضوع أفضل بقليل مع ذلك المنافسة شرسة اذ ان العميل يضغط على نشر من هنا وتجد 10 تقدمو للمشروع من هنا.

المهم اختيار الرغبات والاحلام والنجاح بها نسبته 1% , لذلك أظن ان الشخص يجب أن يفكر كيف يعيش حياة كريمة ويمكنك ممارسة ميولاته كشيء ثانوي, للأسف هذا الكلام محزن وأريد بشدة ان اقول ان هذا الموضوع خاطئ لكن هذا هو الواقع.