حرب بذاكرة مفقودة
استيقظ .. أخشى أن تكون ميتًا .. هل تسمعني .. سأرى إن كان قلبك لايزال ينبض .. ضربات بطيئة يتداركها قلبك .. سامحني لهذا سأصفعك
من أنت .. ماذا حصل ! .. ماذا حصل للجميع ؟ .. أرى جسدي مغطى بالأنقاض ..
لقد وقعت حرب مروعة في هذه المدينة .. لقد قادني القدر إليك , في البداية ظننت أنك ميت لكن الحمد لله أنك لاتزال على قيد الحياة .. رغم ماحدث لك .. أنت
محظوظ لأنني وجدتك ...
هل تعرف مع من كنت , عائلتك إن كانوا على قيد الحياة أم لا ماذا حصل معك بالتحديد ؟ الواضح أنك كنت فاقدًا للوعي
لديك خدش بارز على جبينك يبدو أنك فقدت الوعي بعد أن سقطت وارتطم جبينك بشيء حاد
هل لدي عائلة ... لا أتذكر أي شيء .. لا أعرف حقًا مع من كنت .. لا أتذكر شيء من تفاصيل ماحدث معي ..
هل لديك شيء أتجرعه .. أنا حقًا متعطش
لدي زجاجة الماء الخاصة بي لا أملك غيرها .. إن لم تكن تمانع بإستخدامها ... سأعطي ماتبقى منها لك .. لابأس إن تجرعت كل مافيها ..
حسنا ، ما رأيك أن تأتي معي .. الوضع هنا خطير لا أعرف متى سيعود الجنود ومتى ستتكرر معارك القتال مجددًا .. وأيظًا قد يكون هذا المكان مستهدفًا بالقصف إن لم يكن كذلك فقد يكون إستهداف عشوائي . من الأفضل أن نؤمن لنا مكان نختبئ فيه حتى تهدأ أوتار الحرب بعدها
سنترك هذه المدينة سنلجأ إلى مدينة أخرى سنهرب لأجل ماتبقى من حياتنا
لكن .. ربما لدي عائلة .. لدي إحساس موصول بذلك ...
انت لاتعرف من هم ولاتعرف حتى ملامحهم .. أنت فاقد للذاكرة حاليًا ..
مارأيك أن تدعني هنًا .. من الأفضل ان تهرب لأجل حياتك إن كنت ترغب .. لا أعرف .. أين ذهب الإحساس حول ذلك .. !؟
لا أعرف من أنا , ومن هي عائلتي , ولاحتى ملامحهم , ولا أعرف إن كانوا على قيد الحياة أم في عداد الموتى ..
سأنتهي بشكل صامت هنا دون أن يعلم أحد بذلك
الموت محسوس بهِ ومتدفق إلى هذا المكان ينتظر أن يجتاحني .. إن الأخرين أستعلموا الأسباب التي تقرب الأخرين من الموت .. الموت ليس بدعوة أحد ..
أنه أتى من أسباب عرف المرء أنها بها سوف ينتهي لو إقترب منها أو حتى أصابته ....
لا أستطيع حقا لأنني سأكون المتسبب في موتك بعد أن عرفت أنك لاتزال على قيد الحياة .. .. لكن لسنا الوحيدين في هذا ..
.. أعدك بعد أن تنتهي الحرب سأساعدك لإيجاد عائلتك .. لكن يجب عليك أن تأتي معي ..
حسنا .. لا أريد ان أتاكد من وعدك .. سأذهب معك ليس لأجل حياتي لكن لأجل رغبتك ..
حسنًا .. طريقة كلامك غريبة جدا .... أنت لا تريد النجاة . صحيح ..
ليس لدي خيار آخر سأتبعك لكن لا أعرف مالذي سنتجه إليه في كل خطوة نخطوها نحو النجاة بأنفسنا .. ماذا عنك .. وعني ... ماذا لو تم إسقاطنا كالفرائس
الذي يسهل إصابتها ....
حسنا سنترك هذا لمن يستطيع أن يتخيل ويعرف ماذا يمكن أن نفعل بما نملك وبما نستطيع به أن نشعر ...
النهاية ....
........