الحلقة الاولى:

الحلقة الثانية:


عندما كان زيوس في قبضة ناسا اكتشف أن بإمكانه تحويل جسده بالكامل إلى طاقة كهربائية... بالتالي، ذلك يمكنه من الانتقال بسرعة الضوء "نظريا" لأي مكان عبر أسلاك الكهرباء... ولكن كون طاقته عالية جداً... لن تتحمل أية أسلاك انتقاله كاملاً... لم تكن لديه مشكلة في فقدان قدم أو يد أثناء انتقاله... ستنموا مجدداً... لينفض بها الغبار عن قميصه القماشي...

يمشي زيوس لساعات طويلة في الحر دون أن يشعر بتعب... ما كان يؤر فيه فعلاً هو الملل الذي يكاد أن يقتلك... المكان الخالي الذي يحرمه من توظيف قدراته... وتلك الخدعة الصغيرة التي تعلمها في ناسا لن توصله إلى منزل ذلك العجوز... فهو غير موصول بشبكة الكهرباء...

"ذلك العجوز الأحمق... لم عليه دوماً ان يختار مكاناً معزولا ليعيش فيه... حسناً لا بأس... ربما سأجد ما يسيليني خلال رحلتي"

في غرفة معتمة يرن هاتف قديم... يرفع السماعة رجل ذو صوت ثخين "نعم؟ أرجوا ألا يكون انذاراً خاطئاً آخر!" فيرد عليه من الطرف الأخر بصوت مرعوب "الرابع - زيوس... لقد اختفى! لقد فقدنا التواصل مع المنشأة في الاسكا..." ثم ينقطع الاتصال... يضع الرجل سماعة الهاتف على الطاولة، يأخذ نفساً عميقاً "حسناً، لقد بدأت الحركة الجديدة، علينا أن نبدأ بالخطة البديلة".

يطرق زيوس الباب الخشبي القديم لمنزل العجوز... يسمع خطواات ثقيلة على الأرضية الخشبية، ينادي من خلف الباب "أيها الأحمق... تحرك بسرهة، بدأت بالملل"

يفتح العجوز الباب مبتسماً "الباحث عن المتعة... لم أسمع عن الرقم أربعة منذ زمن طويل... تفضل بالدخول"

"لم أفهم يوماً ما هو الهدف من وجودي في هذه الحياة... لقد عشت لألف سنة وشاهدت تقريبا كل ما حصل للبشرية من حينها... شهدت الحرب العالمية الاأولى والثانية، شهدت المعارك في الشرق... قاتلت جنباً إلى جنب مع العشرة، لم أفهم قط حاجتكم لاستخدام الأسلحة..." يبدأ العجوز حديثه وهو ينادي زيوس للدخول.

يرد عليه زيوس ضاحكاً "الأمر أكثر مرحاً عندما نلعب وفق قواعدهم...ومن ثم، أين المتعة في الفوز دون أي منافسة"

يخلع العجوز قبعته ليحك رأسه ثم يضعها مجدداً "لا أعتقد أن سبب وجودي هنا هو مساعدتك على الاستمتاع ولكن لا مانع لدي من أن يكون هذا هو الهدف مؤقتاً"