قيد الخوف

_____

(في ملحق خلف الفيلا بوقت متأخر من الليل) 

فتحت أميراس الباب الخلفي بهدوء، خطواتها فوق الحصى كأنها تخشى أن توقظ الأشجار. يدها ترتجف وهي تمسك بالمفتاح، وقلبها يكاد يخرج من صدرها.

فتحت بابًا صغيرًا من المعدن الصدئ، يؤدي إلى ملحقٍ مهجور، لا يقترب منه أحد.

الداخل مظلم، رطب، وتفوح منه رائحة العفن…

على الأرض، وسط الزوايا، كان هناك جسد مكبّل بالسلاسل، ظهره منحنٍ، وشعره منكوش، وصدره يرتجف أنفاسًا متقطعة.

كان والدها.

الخادم نوح

رفع عينيه إليها، فيها حزن ودهشة ومرارة.

قال بصوت خافت، كمن لم يتكلم منذ أيام:

- "أميراس… الطعام؟"

هزّت رأسها. أخرجت قطعة خبز متعفنة وبعض الماء، وضعتهما أمامه على الأرض دون أن تقترب.

في تلك اللحظة… جاء الصوت من خلفها.

- "برافو."

كان صوت عاصم بيه، والد ظافر، يقف عند باب الملحق، يصفّق ببطء، وعيناه تلمعان بقسوة شيطانية.

- "تعرفين تربية الكلاب يا أنت. و لكن إياك أن تنسي…

إن نطقتي بكلمة واحدة، إن خُنتِ ثقتي، سيموت… وإنتِ أيضاً ."

اقترب منها، همس في أذنها:

- "ظافر لا يحتاج لمعرفته مكان أبيك و انه مازال حي…

وإلا، ستكون آخر مرة تريه في حياتك."

ثم أدار ظهره، وتركها واقفة بين دموعها، ورائحة الألم، وسلاسل أبيها.

https://vt.tiktok.com/ZSSyW...

يمكنكم نسخ الرابط في المتصفح الخاص بكم ليظهر الإعلان الترويجي للقصه قراءه و مشاهده ممتعه ☺️🪷 أسعدني مروركم