مكتب ظافر بيك
______
دخل ظافر الغرفة، كان أبوه واقفًا أمام النافذة، يدخّن سيجارته الثقيلة، والظلام يغلف زوايا المكان.
لم يتكلّما في البداية.
أدار الأب رأسه، ورآه واقفًا ينظر إليه بنظرةٍ جامدة، ساخطة، فيها لهيبٌ مكتوم.
ترى الذئب المُنقض على فريسته فيهما.
اقترب منه، ثم بصق كلماته:
- "نظراتك هذه… تماماً كنظرات أمك قبل ما…"
صمت فجأة، ثم اندفع بيده، وصفعه صفعة دوّت في المكان.
- "هل نظرت في عينيك هكذا أيضاً... وماذا فعلت بها؟" بغضب يخيف الهواء و الأثاث من حولهم
قالها ظافر، والدم على طرف شفاهه.
تجمّد الأب، ثم دفعه بقوّة حتى ارتطم بالحائط.
صرخ:
-" ااغرب عن وجهي! لا أريد رؤيتك. انصرف"
خرج ظافر من الغرفة، يمشي والدم يغلي في عروقه. وقبل أن يخرج من المكتب ، توقّف.
عيناه وقعتا على المكتب…
ملف قديم، مكتوب عليه بخط كبير: "الكيميائيات."
(ليلًا همسٌ في الظلام)
كانا يجلسان سويًّا على الدرج المؤدي للمكتب. أميراس وضعت وشاحًا أسود على وجهها، لم ترد أن يراها أحد.
همست:
> "الموضوع خطر يا ظافر... دعنا نتراجع."
قال بثقة:
> "لم آت لأُجرب حظي... أنا بالفعل سآخذ الحقيقة. و معي خطه لذلك."
أخرج مفكًا صغيرًا من جيبه، ودخل إلى الغرفة بعد أن تأكّد من أن الجميع نائم.
فتح الباب… ودخل.
فتحت أميراس الباب قليلًا لتراه وسط الظلام يتفحّص الأوراق على عجل. فجأة توقف.
ملفٌ داخلي، عقود لصفقات كيماويات.
أدوية منتهية الصلاحية، مختومة بختم مزوّر.
ثم…
ورقة صغيرة... بخطّ رقيق.
"أتنازل عن حقي في الميراث لصالح ابني ظافر."
التوقيع: ريحانه هانم.
قرأها… ولمعت دمعة في عينيه.
أغمض عينيه ، وأخفى الورقة في سترته.
" فلتبدأ اللعبه الحقيقه إذا يا بيك ."
التعليقات