عزمت اليوم أن أجلس لأكتب قصة قصيرة، بدا كل شئ واضح، بدت اللحظة صحيحة والإلهام حاضراً، لكن بمجرد أن حملت القلم جفت افكاري وتبعثرت، كل الخطوط التي بدت واضحة جميلة مستقيمة بدت لي الآن كمجرد حبات من الغبار لا شيء يربطها إلا اتجاه الرياح، شعرت بخوف مألوف، ربما هو الخوف الذي يشعر به المرء حينما يتوه من ذاكرته شئ مهم لا يتبقى منه إلا الشعور؛ ذلك الشعور بالضيق، بالفراغ، بالحزن، كمثل الحلم لم يبقى من تلك الفكرة الجميلة اللامعة ذلك الغبار، وجلست حائراً بعض الوقت.

تلك لم تكن المرة الأولى منذ الحادثة حيث أجد نفسي على هذا الوضع، لم أتعرض لأي أذى جسدي، ولكنني خسرت شيئاً مهماً، لست أدري تحديداً ما هذا الشئ لكنني أعلم أن خسارته غيرت من أكون، وأنا الآن مجرد صدفة فارغة، لدي نفس الملامح، نفس الإهتمامات، نفس نمط الحياة تقريبا، لكنني لم أعد نفس الشخص، لم أعد شخصًا.

أتساءل كثيرًا إذا لاحظ الناس ذلك، أظن بأنهم لاحظو، لكنهم لا يقولون شيئًا لأنهم لا يدرون تحديداً ما يجب أن يقال "لقد تغيرت" كان أقرب تعليق قيل لي، لكن لم نتعمق أكثر في الحوار غالباً لأن لا يوجد شيء لقوله، اا شيء للتعليق عليه، لا أدري إن كانت نفسي ستعود يوماً، لكن حتى ذلك الحين سأحاول أن أتذكر.