يدخل إلى "الكافيه"، ويبدو متردداً، لكنه يحاول جاهداً أن يخفي ذلك، يلمح "سلمى" تجلس على طاولة في الزواية، ترتدي ملابس بسيطة، لكن عيناها تحمل الكثير من القلق، يقترب منها بهدوء، وترفع رأسها لتراه، يتوقف لثوان قليلة قبل أن يتحدث…

إبراهيم: سلمى.

رفعت سلمى نظرها إليه، التقت عيناها بعينيه، تنظر له سلمى وتحاول أن تبدو ثابتة ، بدا واضحًا أن في داخلها عاطفة من الأفكار،لكن ملامحها حاولت أن تظل متماسكة

سلمى: إبراهيم شكرًا انك جيت!

يسحب المقعد المقابل لها ببطء، ويقول وهو يجلس: عايز أعرف إيه اللي ممكن يكون ضروري بعد الوقت ده كله؟

تنهدت وهى تفرك يدها في توتر

سلمى: كنت عارفه انك هتقول كده.. أنا مش بلومك

رد عليها إبراهيم بنبرة من الحدة

إبراهيم: مش بتلوميني؟ سلمى، أنتِ اختفيتي، مشيتي من غير ما تقولي كلمة واحدة، بعد ما كنتِ كل حاجه في حياتي، فجأة لقيت نفسي لوحدي!

تتردد سلمى قليلا ثم ترفع عينيها إليه وتقول: عشان كنت بخاف.. بخاف أحبك أكتر وأخسرك زي ما خسرت كل حاجه اتعلقت بيها قبل كده!

إبراهيم: تحبيني أكتر؟ وايه المشكلة؟… سلمى أنا كنت موجود..موجود عشانك، مافكرتش أبدًا اسيبك..

قاطعته بصوت ضعيف 

سلمى: لانك مش فاهم انا كنت عاملة ازاي، كل حاجه عدت عليا..كل خيبة أمل، كل كدبه كانو بيكسروا جزء مني..

يضع إبراهيم يده على الطاولة، يحاول تهدئة نفسه 

إبراهيم: طيب، وأنا؟ أنا كنت ايه بالنسبالك؟ مجرد حد كمان تخافي منه؟

ترد عليه بعينين مليئتين بالدموع 

سلمى: كنت العوض اللي كنت بتمناه… كنت الحاجة اللي كنت أتمنى ألاقيها قبل ما أوصل للحالة دي..

ينظر إليها بصمت لثوانٍ

إبراهيم : ليه ما اديتنيش فرصة؟ ليه ما سيبتنيش أكون سندك؟

تمسك بيديها كوب القهوة بقوة

سلمى:لأن الخوف اللي كان جوايا أكبر مني، أكبر من أي حب

ينظر إليها بعمق ويقول بنبرة هادئة

 إبراهيم: وايه اللي متغير دلوقتي؟ ليه عايزة تقابليني؟

سلمى: عشان اكتشفت إني كنت غلطانة… إن خوفي حرمني منك، بس لو فات الوقت… لو مفيش مكان ليا تاني في حياتك، أنا هفهم.

 لحظة صمت طالت بينهما 

إبراهيم ينظر إلى عينيها تتصارع بداخله مشاعر كثيره، ثم يمد يده ببطء ويمسك يدها…

إبراهيم: سلمى… عمر ما كان ليكي مكان، عشان كنتي أنتِ كل المكان

تنظر إليه بدهشة، وتسقط من عينيها دمعة.